بعيداً عن ضجيج المدينة، ومع قرب الوسم وتحرك الغيوم في السماء الصافية وفي فيافي الصحراء النقية، وبعيداً عن التوسل لمخلوق والتملق والنفاق لحاجة أو أمر هو بيد الله سبحانه الذي أتوسل إليه، صاحب النعمة والكرم والعطاء، وأشكر نعمه التي لا تُعد ولا تحصى وأنا أعيش هذه الأيام في المقناص في صحراء الشمال وتخومها حيث الحماد، وحيث ترتفع أنظار أصحاب القنص إلى عنان السماء متوسلين للبارئ الرازق بنزول المطر والغيث للأرض الجرداء سوى من بعض شجيرات الرمث والقيصوم. |
ويتوسلون كذلك للحوم والجوارح الشياهين أن ترى حمائمهم وبواشكهم والخرب لتقع في شباكهم حيث يعقب ذلك الركض في المساء جلسات سمر وقصص وشعر قرب نار الأرطى والرمث والدلال وعلوم الرجال. |
أما في الصباح، فتتكحل العيون بالضباب ورذاذ السماء، فأول الغيث قطرة يتبعها قطرات إن شاء الله وسحب هاطلة والتجول متعة في صحراء الحماد وفي وادي الشاظي والأبيض والمرا وسيحان البحيرات وقعسا والمجيلس وفيضة الشفلح وحزوم أرقط وحزوم بطين وقارة لاهه وخباري الهوه ورجلة الهبيله وتلاع غنيم والمتياهه ورجم جويان والكثير من المناظر الصحراوية الرائعة: |
وقفه من شعر الشيخ متعب الهذال: |
يامل قلب فطنه شلعة الطير |
ماكن ماضي لي جمايل نساني |
ان طلع الخضرا ولا له شمادير |
ماقال أنا ليه خوي وتناني |
متى ياحجي يوم نرشد على خير |
متى نفارق سريهم والفداني |
متى نجي للشيخ حامي المقاصير |
زبن الضعيف ليا طواه الزماني |
متى تسوي ضيفة للمسابير |
اجناب واقراب وبعضهم عواني |
نوب نجيب الفود خلج ومعاشير |
ونوب نجي ما غير هز العسناني |
|