كلمة جميلة حروفها لا تتجاوز الاثنين والاثنين ينشدانها، بل الجميع ينشدها، وعلى سهولة رسمها ونطقها إلا أنها من أثمن الأشياء وأجملها، الحب.. شيء لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونه، ذكرا كان أو أنثى، الحب.. لا يمكن لمجتمع أن يبقى بدونه، الحب.. ذلك الأمل الذي ننشده في غدواتنا وروحاتنا.. مع أهلنا ومع مجتمعنا وقبل ذلك مع خالقنا سبحانه وتعالى ومع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
ما دام هذا هو فلماذا إذا ندعو إلى ترشيده؟
إن كل شيء إذا تجاوز حده تحول إلى ضده تماماً، فمن تجاوز في حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدوده الشرعية التي دلنا عليها ديننا الحنيف فقد صار من الغالين وهو الذي يقول فداه أبي وأمي لا تطروني، ويؤكد على أنه عبدالله ورسوله، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: (أحبب حبيبك هوناً ما فربما صار بغيضك يوماً ما وأبغض بغيضك هوناً ما فربما صار حبيبك يوماً ما).
إن التوسط والاعتدال مطلب شرعي قبل أن يكون عقلياً حتى في العلاقات الأسرية.. علاقات الأب والأم بالأبناء وعلاقات الزوجين يجب أن لا نتجاوز فيها الحد، وأن يكون حبنا متوازناً لا إفراط ولا تفريط في كثير من العلاقات البشرية يتجاوز فيها الإنسان حدوده إفراطاً وتفريطاً، وكثيراً ما أقول لمن حولي عليك الهوينى في إعجابك أو حبك أو تقديرك أو ثنائك على أي كائن كان علا أو وطى، فقد تبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً، وشواهد التاريخ كثيرة سواء على المستوى الفردي أو المستوى الدولي، علاقات أسرية وعلاقات دولية.
ترشيد الحب دعوة نوجهها للجميع دون استثناء فما أجمل الحياة وما أجمل الناس إذا عاشوا حياة الوسطية في كل ما يقولون ويفعلون، فنحن أمة الوسط.
almajd858@hotmail.com