الرياض - حسن الشقطي
بعثت مبادرة صندوق مؤسسة التقاعد برفع نسبة ملكيتها في التعاونية للتأمين إلى 20.8% الطمأنينة في نفوس المتداولين الذين باتوا متخوفين من اضطراب قطاع التأمين منذ ولوج الأزمة المالية العالمية خصوصاً في ظل خبوء المحفزات الحقيقية في السوق. ويرى المتابعون الذين ينظرون للقطاع بمنظار مخاوف الركود والخسائر المتوقعة للشركات في الربع الرابع أن اختيار صندوق التقاعد للتعاونية في هذا التوقيت بالذات ورغم خسارة الشركة لحوالي 40% منذ 28 سبتمبر الماضي من سعرها السوقي سيعطي ضمانات للشركة والقطاع ككل ضد المخاوف الكبيرة التي تثار حول تأثر شركات التأمين جراء الأزمة العالمية الراهنة، وبمثلما أن خطوة التقاعد تعطي تلك الضمانات والتطمينات إلا أنها تمثل أيضاً فرصة استثمارية خصوصاً وأن أداء السوق خلال هذا الأسبوع جاء إيجابياً الأمر الذي يعطي المزيد من التفاؤل بشأن صعود المؤشر. وقد اتسم الأسبوع أيضاً بجني سريع للأرباح وسادت روح المضاربات الخاطفة على الأسهم الاستثمارية، وبخاصة الإنماء ومعادن التي أصبح المتداولون يكتفون فيها بنسب ربح ضئيلة حتى يبدؤون في التخلص منها وذلك ليس قناعة بعدم جدواها ولكن خوفاً من عودة المسار الهابط.
ويرى البعض المسار الصاعد الحالي هو وضع مؤقت وأن المسار الهابط هو السائد.. كما أن المتداولين الآن يبحثون عن محفزات للتمسك بها ولكنهم يصطدمون بالأزمة العالمية، فتسود بينهم روح غير تفاؤلية مفادها أن الثقة يمكن أن تغيب في أي لحظة.
ولعل عدم تحرك سابك مع صعود المؤشر يعزز هذه المخاوف لديهم. ومن الأمور الغريبة هذا الأسبوع أيضاً حالة الانتعاش التي سرت في غالبية أسهم القطاع المصرفي، حيث ربح الوطني 20%، والهولندي 11%، والفرنسي وساب 10% لكل منهما.. ومع ذلك فلم تزد أرباح الراجحي أو سامبا أو الإنماء عن 2%.
وعلى الرغم أن القطاع ربح إجمالاً حوالي 9% إلا أن الكميات المتداولة على هذه الأسهم لم تكن كبيرة.. وربح القطاع حوالي 2.5% يوم الأربعاء في نفس الوقت الذي جاءت فيه أخبار اضطراب القطاعات المصرفية في دولتي الكويت والإمارات. لذلك، يفسر هذا الصعود إما أنه استباقي من جانب صناع القطاع المصرفي للتطمين بأن المصارف المحلية بخير، أو هو صعود تصريفي.
اضطرابات السوق العالمي تزداد سوءاً
إن مكاسب السوق السعودي هذا الأسبوع تعد وضعاً استثنائياً لأنها حدثت في ظل أوضاع تتفاقم فيها اضطرابات السوق العالمي.. فمن ناحية أسعار النفط فهي مستمرة في التراجع نتيجة افتقاد أي مؤشرات إيجابية للنمو في الطلب عليه.
كما أن أسعار الدولار بدأت تنتعش من جديد يوم الأربعاء بفعل التفاؤل بفوز أوباما.