الكويت - (رويترز)
يتهافت المصرفيون العاملون في مجال الاستثمار من أسواق وول ستريت إلى لندن على الانتقال إلى منطقة الخليج هربا من البنوك الغربية التي اتجهت للاستغناء عن موظفين وتقليص الوظائف سعيا للنجاة من أسوأ أزمة مالية يشهدها العالم منذ 80 عاما.
وقال تنفيذيون كبار لقمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط هذا الأسبوع إنهم تلقوا أعدادا كبيرة من الطلبات من مصرفيين يأملون بالعثور على وظائف في المنطقة التي يبدو أن اقتصادها مهيأ للنمو على الرغم من التراجع الاقتصادي العالمي.
وقال يان بافي الرئيس التنفيذي لشركة جلف ميرجر الكويتية للاستثمار (سير ذاتية من كل أنحاء العالم أكثر مما تتخيل. كلها انهالت دون طلب من استراليا إلى أوروبا).
وكان من نتائج أزمة الائتمان التي دفعت بنك الاستثمار ليمان براذرز للإفلاس وبنك ميريل لينش للارتماء في أحضان بنك أوف أمريكا أن فقد آلاف العاملين في المصارف وظائفهم وانكمش إغراء السعي للحصول على وظيفة في المؤسسات الكبرى في عيون خريجي كليات الأعمال المرموقة.
وكانت بنوك الخليج البعيدة عن العواصم المالية العالمية تواجه مشكلات في جذب مصرفيين على المستوى العالمي إلا أن تبخر الوظائف وانخفاض المرتبات تحت ضغوط الأزمة في الغرب أصبح أمام المؤسسات الباحثة عن موظفين فرصة أكبر من أي وقت مضى لاختيار أكفأ العناصر.
وقال مناف الهاجري المدير العام لشركة المركز المالي الكويتية للاستثمار: إن المنطقة ستحقق فائدة ضخمة من الاستغناءات الأخيرة التي شهدها الغرب.
وتدير بنوك مثل مورجان ستانلي ودويتشه بنك وكريدي سويس عمليات في الخليج أو تعمل على توسيع نشاطها في المنطقة من خلال تقديم خدمات إدارة الأصول والخدمات الاستشارية بما في ذلك عمليات الاندماج والطرح الأولي للأسهم. ولأن نسبة كبيرة من سكان دول المنطقة من صغار السن فإن فرص اختيار موظفين من بينهم محدودة.
بل إن التعليم الأساسي لم ينتشر في السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان إلا بعد الطفرة النفطية في سبعينيات القرن الماضي.
ولذلك عمدت شركات كثيرة في الخليج إلى الاعتماد على رعايا الدول الغربية في إدارة شؤونها على أعلى مستوى.