الرياض - «الجزيرة»
حذر رجل أعمال من العشوائية التي تمارسها بعض منشآت القطاع الخاص بالمملكة تجاه برامج المسؤولية الاجتماعية، وقال رجل الأعمال المهندس أحمد الراجحي وهو أيضاً عضو في برنامج المسؤولية الاجتماعية بغرفة الرياض: إن معظم تلك المنشآت تفتقد الرؤى الاستراتيجية في تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية، كما أن معظمها يتحرك لخدمة المجتمع بشكل عشوائي بناء على ما يعرض عليه من طلبات دعم ورعاية لأسباب تختلط فيها الدوافع التسويقية بالدينية والعلاقات والأهداف الشخصية، مبينا أن هناك منشآت أعلنت عن رؤى استراتيجية وبرامج مميزة لخدمة المجتمع.
وأبدى الراجحي أسفه لضعف مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المملكة على الرغم من قيام بعض الشركات المحلية بها على أكمل وجه، وعزا ذلك لتقليص مفهومها لدى الشركات من أجل القيام برعاية الأنشطة الفكرية والاجتماعية ودعم المؤسسات الخيرية، موضحا أن المسؤولية الاجتماعية للشركات تشتمل الالتزام بعد القيام بأنشطة غير قانونية أو أخلاقية، كما تشتمل على تزويد المجتمع بمنتجات وخدمات تخضع لمعايير الجودة بأسعار معقولة بما يرفع من مستوى حياة أفراد المجتمع ويسهم في تحقيق الأهداف التنموية في البلاد، مؤكدا أن رعاية الأنشطة ودعم المؤسسات الخيرية والمهنية تأتي كإحدى هذه المسؤوليات.
وطالب الراجحي رجال الأعمال بالالتزام بالمسؤولية الاجتماعية وتطبيق مفهوم التكافل الاجتماعي وقال: إن قيام رجل الأعمال بمسؤولياته الاجتماعية من خلال تطبيق مفهوم التكافل الاجتماعي لا يعفي مؤسساته أو الشركات التي يساهم بها من تحمل مسؤولياتها الاجتماعية حسب مفهوم المسؤولية الاجتماعية لمنشآت القطاع الخاص التي عرفها البنك الدولي بأنها (التزام المنشآت الخاصة بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيها والمجتمع المحلي والمجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة ويخدم التنمية في آن واحد).
وحول عزوف كثير من المنشآت الاقتصادية السعودية عن إعلان رؤية خاصة بها للمسؤولية الاجتماعية قال م. الراجحي: يجب أن تتحمل تلك المؤسسات مسؤولياتها الاجتماعية تجاه المجتمع الذي تنشط به وتحقق من خلال أفراده ومؤسساته الإيرادات الكبيرة والأرباح المجزية واضاف: مفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي انتقل إلينا من خلال عمليات التواصل مع الدول المتقدمة ذات البيئات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتطورة لم يجد البيئة المناسبة لتطبيقه ونموه بالصورة الصحيحة كما هو في تلك الدول، حيث اصطدم بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في دولنا النامية.. وتابع الراجحي: حان الوقت لتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمنشآت في سبيل تحقيق الأهداف التنموية مبينا أن غرفة الرياض أطلقت (برنامج المسؤولية الاجتماعية) كمشروع وطني جاء ثمرة للملتقى الأول للمسؤولية الاجتماعية، الذي نظمته الغرفة برعاية أبوية من سمو ولي العهد العام الماضي، وهو برنامج يهدف لوضع خطط واستراتيجيات تهدف لتبني المسؤولية الاجتماعية من مؤسسات القطاع الخاص، وتشجيع منتسبي الغرفة وحثهم على تبني برامج المسؤولية الاجتماعية، ونقل تجارب المسؤولية الاجتماعية بين هذه المؤسسات، وتسليط الضوء على برامج المسؤولية الاجتماعية الناجحة كنموذج يحتذى، واقتراح وتبني برامج ابتكارية (جديدة) لخدمة المجتمع.
