إن الإنسان الناجح هو الذي يحسن التخطيط لكل عمل ينوي أداءه؛ فما بالنا إن كان ذلك العمل هو العزم على تعبد المولى - جل شأنه - بأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضاً كان أو نفلاً، في موسم فيه من الخير الكثير كما قال تعالى:{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} الآية 27 من سورة الحج. والمنافع في الآية عظيمة، منها الحسية ومنها المعنوية. ولعظم مكانة هذه الشعيرة يلزمنا حسن الاستعداد والإعداد لها مادياً وروحياً، وسأسوق في الأسطر التالية بعضاً من الأمور التي ينبغي الاستعداد بها والعناية بتحقيقها عندما ييسر الله تعالى لنا العزم على أداء هذا النسك العظيم:

1 - أن نستشعر عظم هذا الواجب ومكانته عند رب العالمين.

2 - الحرص على الاستشارة والاستخارة في الوقت والرفقة والطريق والحملة ثم نعزم متوكلين على المولى سبحانه وتعالى.

3 - العناية بتعلم مناسك الحج حتى نعبد الله على بصيرة فلا نقع في أخطاء قد تفسد حجنا فيجب أن نتعلم أركان الحج وواجباته وسننه، وحبذا أن تحرص الجهات المعنية أياً كانت على عقد دورات تأهيلية بهذا الشأن لمن يعتزم أداء هذا الركن إلى جوار العناية باصطحاب كتاب يعد مرجعاً للحاج في كل شؤون نسكه.

4 - التوبة النصوح من جميع المعاصي دقها وجلها وتحقيق شروطها حتى يقبل الحاج على المولى في حجه إقبال المنطرح الذليل راجي عفو مولاه وغفرانه.

5 - العناية برد حقوق الخلق والاستحلال ممن له علينا حق، وقضاء ديوننا وتأمين ما يحتاج إليه الأهل إلى حين رجوعنا - بإذن الله -؛ حتى نصون كرامتهم من الحاجة والامتهان.

6 - الذاهب لأداء هذا النسك يعلم أنها أيام وليال معدودة وأن عليه استغلالها بكل ما يقربه إلى المولى سبحانه؛ فيحرص بذلك على ألا يصطحب معه ما يشغله عن ربه وعن همه الوحيد وهو أن يكون حجه مبروراً وسعيه مقبولاً بإذن الله.

7 - من الاستعداد الجيد للحج العناية باختيار الرفقة الصالحة التي تشجع على الخير وتدل عليه ومنها توخي الدقة في اختيار الحملات كذلك.

8 - كتابة الوصية من الاستعداد المحمود للذاهب لأداء الحج؛ فهذه رحلة يعتريها ما يعتريها من المشاق والمخاطر.

9 - الاجتهاد في رضا الوالدين ومن يلزمه بره وتوديع الأهل واستيداعهم المولى - جل شأنه - ووصيتهم بتقوى الله - عز وجل - في السر والعلن.

10 - الحرص على قراءة الأوراد والأذكار والاستعانة بالله تعالى والإلحاح في طلب توفيقه سبحانه.

هذا ما تيسر ذكره حول الآداب التي يلزم على العازم الحج التحلي والعمل بها، ونسأل المولى سبحانه أن يوفقنا جميعاً إلى رضاه.