الإصلاح بين الناس من أعظم الطاعات وأجل القربات لما يترتب عليه من مصالح عظيمة للفرد والمجتمع من تحصيل رضوان الله تعالى وما وعد به من الثواب الجزيل لمن سعى للإصلاح بين الناس وما يترتب عليه من حصول الوئام والمحبة والألفة بين المسلمين وتخليص المجتمع من التشاحن والتباغض، وقد تواترت الأدلة من الكتاب والسنة في الترغيب في الإصلاح والحث عليه من ذلك قوله تعالى: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}وقال تعالى: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}وقال تعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}وقال صلى الله عليه وسلم: (تعدل بين الاثنين صدقة) متفق عليه. أي تصلح بينهما بالعدل ولأجل ما في الإصلاح من المصالح العظيمة رخص فيما يكون من الكذب بقصد الإصلاح فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً) متفق عليه وفي رواية مسلم قالت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط: (ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته).
فالواجب على المسلمين أن يقوموا بهذا الواجب العظيم فيما بينهم حتى تحصل المودة والألفة بينهم وينالوا الثواب الجزيل والأجر العظيم من الله تعالى.
* عضو الجمعية الفقهية السعودية
إمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بالرياض
dajani1000@hotmail.com