(رسالة مبللة بقطر الندى إلى ريحانة القلب) |
صباح قطر الندى والغصن والمطر |
صباح لحن الشذا، أنشودة الزهر |
صباح غيثٍ سقى الأرض التي ابتهجت |
به، فصارت رباها بهجة النظر |
صباح ألحان عصفورٍ على فننٍ |
في لحنه العذب ما يشفي من الكدر |
صباح فرحتنا الكبرى بما سكبت |
عين السحاب، صباح الطل والشجر |
ريحانة القلب، هذا الغيم محتفل |
بما رأى في رياض الحب من أثر |
هذي الرياض بما ساق الغمام لها |
تبدو لنا غادةً في أجمل الصور |
لطيفة الوجه والعينين هادئةً |
هدوء قلب تقيّ ساعة السحر |
صباحها كصباح الحب مبتهج |
بما روى غيثها من صادق الخبر |
عن السحائب، عن برقٍ يضاحكها |
عن رعدها، عن سواقيها، عن المطر |
عن مهرجان العصافير التي احتفلت |
عن سيل أوديةٍ سالت على قدر |
روايةٌ صح فيها المتن وارتفعت |
فيها الأسانيد عن ضعفٍ وعن غرر |
لله در غوادي السحب كم بعثت |
- بإذن خالقها - من لهفة المدر |
وكم أثارت أحاسيس الجبال بما |
جادت به، وألانت قسوة الحجر |
كم حرّكت من شجون الأرض ما ازدهرت |
به الرياض، وأحيا فرحة البشر |
ما أجهشت غيمة في الأفق باكية |
إلا لتغسل ما في الأرض من ضرر |
ريحانة القلب في هذا الصباح لنا |
مع الجمال حديث غير مختصر |
حديث غيثٍ سرت في الأرض بهجته |
كما سرت فرحة في قلب منتصر |
صباح وسمي نجدٍ صورةٌ برزت |
فيها بدائع خلق الله للبصر |
غيث سقى الأرض، والحب الكبير سقى |
قلبي، فما أعظم السقيا لمنتظر |
|