زينة أيامنا التي نعيشها مبتهجين فرحين بها، وزهرة أيامنا التي نرقبها متطلعين مشتاقين إليها، وروعة رائعة هذه العادة القديمة التي كان يعبّر بها أجدادنا وهم أطفال عن فرحتهم بالعيد وعن حبهم للأنس وعن سعادتهم التي تغمرهم في استقبال يومٍ فرح به رسولهم عليه الصلاة والسلام وابتهج للناس فيه. كادت هذه العادة تعرض في المتاحف مع الذكريات القديمة لولا أن الله أتاح لها محمد المطرودي الذي أفسح لها العوشزية فأعاد إليها الحياة وقرّبها إلى الناس في شكل جميل حتى أحبوها فساعدوه على إحيائها وإبقائها إلى أمد ليس بالقصير وليس بالهين.

يجتمع الأطفال مع أهلهم، فتوزع الحلوى وتوزع الريالات، وصوت الأطفال ينشد في نغم واحد ونظام متسق (عطوني عيدي، عادت عليكم) وهم يجرون خلف أبي عطوف الذي يطرق الأبواب فيعطي ما يعطي من الحلوى والريالات كما كان أجدادنا يعطون الأطفال إذا طرقوا الأبواب عليهم لتلك المناسبة السعيدة. هذا يوم وطني، لأنه يحفظ عادة من عادات أهل هذا الوطن العزيز إلى قلوبنا، وإن إحياء مثل هذه العادة لينم على حسٍّ تاريخي وعاطفة وطنية تشكر إمارة العوشزية عليها، ويرغب لأجلها إلى كل مدن المملكة أن تحفظ ما بقي من عادات أجدادنا التي يمكن أن تحفظ وأن تعاد إليها الحياة ولو بشعور مختلف.