لقاء - خالد الدوس
ارتبط اسم الإعلامي المخضرم وعضو مجلس الشورى الأسبق والأكاديمي المتجدد .. الدكتور (بدر كريّم) .. ارتبط اسمه بالحركة التأسيسية للإذاعة السعودية، فقد بدأت علاقته مع القناة المسموعة عام 1376 مذيعاً بالإذاعة .. ولعشقه الأزلي للرياضة في تلك الأيام الخوالي .. نجح في تأسيس وتقديم أول برنامج رياضي عبر الإذاعة السعودية أطلق عليه اسم (برنامج ركن الرياضة) في أوائل حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت ..
- تدرّج في العمل الإذاعي حتى أصبح مديراً عاماً للإذاعة السعودية ثم انتقل وعين مديراً عاماً لوكالة الأنباء السعودية فكلف بمتابعة النشاطات الرسمية للملك فيصل - رحمه الله - في زياراته لدول العالم على مدى (أحد عشر عاما) .. وأصبح إزاء ذلك الصوت الناطق للملك الراحل. وبعد تقاعده الوظيفي واصل تعليمه العالي بطموح وثاب وفكر نير وثقافة سامقة .. حتى نال شهادة الدكتوراه في الإعلام مع مرتبة الشرف الأولى .. من جامعة الإمام محمد بن سعود وهو في العقد السابع من عمره .. فقدم لنا محاضرة مجانية من جامعة (الطموح) أكد عبر هذه المحاضرة الثرية أن العلم لا يرتبط بالسن ولا بالزمن.
- عمل محاضرا في الحرم الجامعي وفي الجامعة ذاتها .. وتحديداً في كلية الدعوة والإعلام ثم رشح عضوا في مجلس الشورى .. كما تبنّى أول اذاعة أهلية تهدف إلى نشر الوعي الإعلامي .. وحاليا أسس مركز (صناعة الإعلام للدراسات والاستشارات بمدينة الرياض) يضم نخبة من الأكادميين والخبراء والمختصين في المجال الإعلامي بمكوناته ومجالاته وقنواته ومنطلقاته.
** واليوم وعبر الجزء الثاني والأخير يواصل ضيفنا الكريم الدكتور بدر كرّيم دفة حديثه الشمولي ويكشف أوراقه الإعلامية والرياضية عبر الاسطر التالية.
تجربة ناجحة
* عملتم في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) نائباً لرئيس تحرير صحيفة (عكاظ) كيف تقيمون تجربتكم في هذا المجال؟ وهل أنتم راضون عما قدمتموه لهذه المطبوعة العريقة؟
- أعتقد أن تجربتي الصحفية في (عكاظ) كانت التكئة التي ارتكزت عليها عندما عينت مديراً عاماً لوكالة الأنباء السعودية 1406هـ هذه التجربة التي خضتها مع الدكتور هاشم عبده هاشم يوم أن كان رئيساً لتحرير (عكاظ) من أبرز التجارب في حياتي الإعلامية، أهم ما ميزها روح التعاون بين أسرة التحرير، والمصارحة القائمة على الصدق وبعد النظر وانتفاء الحزازات وسيادة أجواء صحية سليمة قائمة على المحبة والاحترام والتقدير، رغم حساسية العمل الإعلامي ومحدودية حرية التعبير، التي اتسع نطاقها في (السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية 1412هـ - 1982م) التي أصدرها المجلس الأعلى للإعلام عندما كان رئيسه الأمير نايف بن عبد العزيز.
(عكاظ) شأنها شأن أي صحيفة سعودية لها ايقاعات بحث عن أحداث محلية - تحديداً - والكشف عن مواطن الأخطاء والخلل في أداء الأجهزة الحكومية، وتقديمها للرأي العام دون ان تصدر أحكاماً قيمية مسبقة، وعلى أدائها ما عليه من ملحوظات، لا تخلو منها أي وسيلة إعلامية. وما آخذه على كثير من الصحف السعودية، عدم استفادتها من نتائج الدراسات الإعلامية الأكاديمية التي قام بإجرائها باحثون سعوديون كشفت عن ضعف أداء الموضوعات الاجتماعية إزاء القراء السعوديين، ولا أعتقد أن معظم هذه الصحف عرفت ما هي تلك الموضوعات، أو كلفت نفسها عناء البحث عنها، رغم ان نتائجها جاءتها على طبق من ذهب، لم تفدع فيها قرشاً واحداً.
لست مرتاحاً لأداء معظم الصحف السعودية فالإعلان احتل أكثر من 60% من صفحاتها. صحيح أنه المصدر الأول والأخير لتمويلها ولكن الأصح أيضاً الموازنة بين حاجات القراء والدخل المادي للصحيفة، بحيث لا يطغى جانب على آخر، ولا سبيل إلى ذلك إلا من خلال البحث العلمي الإعلامي، المعتمد على نظريات وآليات ومناهج علمية معتبرة.
أهمية الدراسة العلمية
* هل ترى ان من الأهمية بمكان انشاء جامعة رياضية تضم التخصصات الرياضية مثل: علم النفس الرياضي، وعلم الاجتماع الرياضي، والإعلام الرياضي، والقانون الرياضي الخ، بعدما اصبحت الرياضة صناعة وتجارة وثقافة؟
- إنشاء المزيد من الجامعات مرتبط بتشبع المجتمع من حاجاته العلمية الأساسية بصراحة أقول: في ظل الصورة النمطية السلبية لبعض الجامعات، والكم الهائل من الخريجين والخريجات، الذين يبحثون عن فرص عمل فلا يجدوها، لا يتأتى إنشاء جامعة سعودية متخصصة في الشؤون الرياضية وستكون عبئا وعالة على المجتمع. العلم هو من يقرر الحاجة إلى جامعة رياضية. أعضاء هيئة التدريس السعوديين فيها هل هم موجودون؟ أم يستوردون من الخارج كما تستورد المأكولات، والمشروبات؟ المناهج العلمية التي تدرس للطلبة والطالبات من يضعها؟ ومن ينفذها ومن يشرف عليها الخبرات الرياضية السعودية موجودة ولكن حتى هذه لا ينتظمها مشروع واحد، ولا تشرف عليها جهة واحدة باختصار شديد الحاجة إلى جامعة رياضية سعودية تقررها دراسة علمية جادة وإذا قامت جامعة بدون هذه الدراسة فقل عليها السلام.
العلم أولاً!!
* في بكين عام 2008م أخفقت ألعابنا الرياضية وخرجنا بخفي حنين وقبلها دورة أثينا 2004م، واستمرت عجلة الإخفاق أولمبياً وعالمياً .. برأيكم كيف نؤسس رياضة سعودية شاملة بصورة علمية قادرة على المنافسة والحضور المتوقع؟
- السؤال يحمل في طياته الإجابة: بالعلم لا بالأماني وبالعمل لا بالقول وبالتخطيط السليم لا بالعشوائية والارتجال الإخفاق مقبول في بعض الحالات إذا كان بعد العقل (أعقلها وتوكل) أما غير المقبول فإن يستمر مسلسل الإخفاق معروضا على الشاشة وعلى صفحات الصحف ووراء لواقط الأصوات (المايكرفونات) هنا يصبح الأمر مدعاة للمساءلة والمحاسبة والعقوبة، ف(من أمن العقوبة أساء الأدب) وهنا جهود تبذل، وأموال تنفق، وقوى بشرية رياضية هيأت لها الدولة كل مقومات
النهوض. ما يبقى هو: الإخلاص، وعدم التدخل في أمور لا يفهم فيها إلا المختصون. منذ مدة طويلة طلقتُ مشاهدة المباريات الرياضية إلاّ عندما يلعب المنتخب السعودي .. هنا أنسى أنني كنت (اتحادياً) وأرى في مجموعة اللاعبين، والمسؤولين، والإداريين، والفنيين، وحدة الوطن، وأهتف كلما اهتز شباك مرمى الفريق الآخر، ولكن يندر الآن أن أهتف، وأتساءل: من المسؤول؟ (عند جهينة الخبر اليقين).
الكراسي العلمية
* كرسي (البحث العلمي) للرياضة مغيب عن جامعاتنا، بعد أن أخذت المناشط الاجتماعية، والصحية، والأمنية، والاقتصادية حصتها، باستثناء النشاط الرياضي، هل غياب كرسي البحث العلمي للرياضة، يعود للنظرة القاصرة اجتماعياً للرياضة؟
- لا ضير من وجود كراسي علمية في الجامعات السعودية للاجتماع، والصحة، والأمن، والاقتصاد، والثقافة، فوجودها ليس عملية لزرع مواد علمية لغايات دعائية، بل العكس تماماً، دليل نظرة بعيدة المدى تؤتي أكلها ضعفين، وتعد تحدياً لموضوع حرية الكراسي العلمية، التي تضمن حق الإنسان في العلم والمعرفة، في مواجهة نمط جديد من الفساد العلمي، وأخلاقياته، وقيمه.
المجتمع السعودي حديث عهد بالكراسي العلمية الجامعية، التجربة مازالت في البداية، وتعميمها بحيث ينضوي في إطارها الشأن الرياضي، يتوقف على مدى نجاحها، ولست من المتشائمين من هذا النجاح، ولكن التفاؤل يعتمد على معايير علمية واضحة ومحددة وإيجابية، لينتظر الناس هنا ما تسفر عنه الكراسي العلمية من نتائج، ومن بعد يصبح الحكم إما لها أو عليها، وفي ضوء ذلك يتخذ القرار.
الرياضة تجارة!
* الرياضة أصبحت تجارة وصناعة وضرباً من ضروب السياسة والثقافة، وإزاء ذلك قرر مجلس الشورى تخصيص الأندية الرياضية .. كيف كان هذا القرار التاريخي الذي ستدخل الأندية الرياضية عبر بوابته عالم الاستثمارات المالية بوصفك شورياً سابقاً؟
- أما أن الرياضة تجارة فأمر أختلف معك فيه، هي صناعة، وهي ثقافة، وهي سياسة، هذا صحيح من وجهة نظري التي لا أفرضها على أحد، قرار تخصيص الأندية الرياضية السعودية الذي سبق أن اتخذه مجلس الشورى، حاز على أغلبية مطلقة، وكنت ممن صوت لصالحه، الخصخصة قادمة شاء من شاء وأبى من أبى، وليست الأندية الرياضية وحدها التي ينبغي أن تخصص بل معظم الخدمات الاجتماعية وبخاصة الإعلام، وفق مقاييس باتت معروفة، وقابلة للتعديل والتطوير في إطار الخصصخة العالمية.
إن عالم الرياضة عالم واسع للاستثمار تماماً كما هو عالم الإعلام، والأموال السعودية التي تستثمر في الخارج أولى بها الداخل، وإذا كان هناك من يحجبها عن بلده، فلا بد من تسهيل إجراءات استثمارها فرأس المال - كما يقال - جبان، و(أهل مكة أدرى بشعابها).
أعتقد أن كثيرين من المواطنين يتساءلون: ماذا تم بشأن هذا القرار الذي حاز على موافقة رأس الدولة (خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز) بوصفه رئيساً لمجلس الوزراء، ومرجعاً لمجلس الشورى.
التهئية مطلب
* هل الأندية الرياضية مهيأة للتعامل مع مشروع الخصخصة العملاق ومكوناته .. في ظل غياب التخصص الدقيق والفكر العلمي الرصين، في معظم الأندية الرياضة؟
- إن لم تكن مهيأة فينبغي أن تهيأ، وإن كان في مجالس إدارتها من لا يعتقد بجدوى الخصخصة فليقل رأيه بصراحة، وليناقش على مائدة بحث تضم متخصصين، وخبراء، ومحترفين، ومهنيين رياضيين، ولتكن تجارب المجتمعات التي سبقت المجتمع السعودي، مدعاة للفحص والتأمل، وأخذ الصالح منها ونبذ الطالح.
الأندية الرياضية السعودية تضم الآن نخبة من: المتخصصين، والمفكرين، والمثقفين، وما لم يكن متاحاً من قبل أصبح قاب قوسين أو أدنى، والتطوير الإيجابي مطلوب، أما السلبي فمرفوض، وهذه الحقيقة ينبغي أن يتعامل معها الجميع، دون استعلاء أو تكبر.
المسؤولية مشتركة
* تطرقتم إلى حالة أشهر قائد للمنتخب السعودي (صالح النعيمة) وطالبتم بتنظيم رياضي خيري يكفل حقوق اللاعبين السابقين، ممن هم على شاكلته، الذي تكالبت عليه الظروف المادية والصحية، برأيكم على من تقع مسؤولية هذا التنكر والجحود؟
- أطراف كثيرة تقع عليهم المسؤولية .. الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الأندية الرياضية، القطاع الخاص، أهل الخير والبر والإحسان، جمهور الرياضة، كل هؤلاء مسؤولون عن كفالة حقوق الرياضين السابقين، حتى لا يتضورون جوعاً، أو لا يجدون ثمن دوائهم، أو تستهان كرامتهم.
النسيان آفة!!
* ذكرتم أنكم تخشون أن يتحول المجتمع الرياضي السعودي إلى (مجتمع دفان) كما كان يردد الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان، وإلى مجتمع نكار يتنكر لرموزه ونجومه، ونحن الآن في حقبة العولمة الرياضية، لم يعد للوفاء مكان بعد الاعتزال، هل توافقني الرأي؟
- نعم، فالنسيان في هذه الحالة آفة، والتذكر فضيلة.
الوفاء للرموز
* في اليابان أنشئت مؤسسة خيرية ترعى أحوال اللاعبين المعتزلين، وتصحح أوضاعهم، عرفاناً بما قدموه لبلدهم على الصعيد الرياضي ترى متى نرى مثل هذه المؤسسات الخيرية في المجتمع الرياضي السعودي تحديداً، في ظل كثرة الإحالات الإنسانية للاعبين القدماء؟
- إذا صحت العزيمة، ووجد الوفاء للرموز، ووعي كل إنسان سعودي دوره، وأرى ألا تقتصر الجهود في هذه الحالة على اللاعبين الرياضيين، بل تمتد لتشمل كل من له علاقة بالمحيط الرياضي السعودي.
7 آلاف فقط!!
* في الثمانينيات الهجرية تعرضت لمرض التدرن الرئوي (السل) حينما كنت مقدماً لبرنامج الرياضة في الإذاعة السعودية، فخصص ناديا الاتحاد والوحدة ريع مبارة خيرية للإنفاق منها على مصاريف علاجك في لبنان .. حدثنا عن هذه البادرة الإنسانية التي تؤكد التلاحم الرياضي أيام زمان، ومن تبنى هذه الفكرة؟
- على الرغم من ضآلة دخل تلك المباراة (لا يتجاوز آنذاك سبعة آلاف ريال) إلا أنه مكنني من شراء تذكرة سفر إلى لبنان، وما تبقى أنفقته على علاجي، ولقد شعرت ببالغ السعادة لهذا التقدير من ناديين عريقين: (الاتحاد من جدة والوحدة من مكة المكرمة) وأجدها مناسبة لشكرهما على ما قدماه له، ما الفكرة فقد نبعت من أخي الأستاذ عباس فائق غزاوي (رحمه الله) الذي كان وقتها على هرم الإذاعة، أليس من المناسب الآن أن تتبنّى بعض الأندية الرياضية السعودية هذا الفعل لتحفظ من خلال ريع مباراة واحدة وجوه الرياضيين، وتحميهم من أمراض المهنة، وتقدم له العون المادي والمعنوي، وتقيهم شر الفاقة والحرمان، وقد تقدم بهم العمر وبلغوا منه عتيا، ووهن منهم العظم؟
سمة بارزة
* في الأمس الرياضي كانت علاقة رؤساء الأندية متينة، وكانت سمة التلاحم والتكاتف والمحبة أبرز ملامح هذه العلاقة، ولنأخذ أمثلة على ذلك: عبد الرحمن بن سعيد، ومحمد الصايغ، وعبد الله بن أحمد، وعبد الحميد مشخص وغيرهم .. حدثنا عن أبرز صور هذه العلاقة أيام زمان؟
- رحم الله زماناً كان فيه أولئك الرواد وأمثالهم، ولكني لست متشائماً، فالخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سيبقى إلى يوم القيامة، ورغم تواضع الحالة المادية وقتها، إلا أن المعنويات - وهي الأبقى والأهم - كانت قوية، ما الأسباب؟ الإحساس بالقيمة الفردية للرياضيين، تقديرهم، حمايتهم من الحرمان والضياع، ولعل قابل الأيام يعود إلى ما كانت عليه تلك الأيام.
تأسيس وتخطيط
* عايشتم فترة وجود الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز مديراً لرعاية الشباب، وكان لسموه دور بارز في نقل الرياضة السعودية إلى بداية التخطيط التنموي، الذي حوّل هذا الجهاز العملاق إلى واجهة مشرفة للمملكة، بعد تولي الأمير فيصل فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - الرئاسة بعد الأمير خالد الفيصل .. كيف كان واقع الرياضة في عهدي الأميرين؟
- الأمير خالد الفيصل بنى وأسس، والأمير فيصل بن فهد خطط وأجاد، وكلاهما كمل الآخر، ففي عهد الأمير خالد الفيصل كانت الانطلاقة، وفي عهد الأمير فيصل بن فهد كانت الريادة للرياضة السعودية عالمياً.
رائد الرياضة
* رائد الرياضة الأول الأمير عبد الله الفيصل، المؤسس الحقيقي للرياضة السعودية، لا شك تربطكم بسموه علاقة طيبة .. برأيكم هل نال سموه التكريم الذي يوازي دوره القيادي في خدمة النشاط الرياضي؟
- أعتقد أنه نال شيئاً من ذلك، وبقيت أشياء في ذاكرة الرياضة والرياضيين، عززت الدور الريادي لعبد الله الفيصل، فلا يذكر إلا وتذكر معه شواهد كثيرة على خدمته للرياضة (رحمه الله) فقد كان شيئاً مذكوراً.
نجوم في الذاكرة
* كيف كان التنافس الرياضي في الثمانيات الهجرية بين قطبي المنطقتين: الوسطى والغربية؟ ومن أبرز النجوم الذين كنت تطرب لأدائهم في تلك الأيام الخوالي؟
- كان حاداً، والتعصب الرياضي موجوداً، وإن كنت أكرهه، وكثر هم اللاعبون الرياضيون في كرة القدم الذين ملأوا ساحة الرياضة السعودية، أتذكر منهم الآن: مبارك عبد الكريم، وعبد المجيد كيال، وغازي كيال، وعبد الرزاق بكر، وحسن أبو داوود، وعلي حمزة، وسعيد غراب، وعلي داوود، وسلطان بن مناحي، وسليمان بصيري، وأعتذر عن عدم ذكر أسماء الآخرين.
تضحيات ابن سعيد
* الشيخ عبد الرحمن بن سعيد مؤسس الرياضة في المنطقة الوسطى (منطقة الرياض حالياً) يرى البعض أن تكريمه يفترض أن يكون من الأندية الرياضية التي أسسها (الشباب والهلال)، وآخرون يرون أن التكريم يفرض أن يكون من رعاية الشباب .. برأيكم ممن يفترض أن يكرم هذا الرمز الرياضي؟
- الاقتراض هنا مرفوض، والواجب مطلوب، والمسؤولية هي مسؤولية الجميع، فعبد الرحمن بن سعيد حري بالتكريم المجتمعي، وليس من خلال المؤسسات الرياضية فحسب، فما قدمه هذا الرجل للرياضة السعودية، لا ينبغي أن يتنكر له أي منصف رياضي وطني.
الأمان الرياضي
* الأندية السعودية دخلت هذا العام دوري المحترفين بهيئة العصرية .. هل ترى ضرورة إعادة النظر في سلم رواتب اللاعبين المحترفين طالما أن هناك تبايناً في مؤهلاتهم، ومستويات ثقافتهم، وفكرهم الرياضي؟
- إذا كان هذا مطلوباً في ضوء موجة غلاء الأسعار، إلا أن الأمان الرياضي هو المهم في نظري .. إن عمر الرياضي في الميدان محدود السنوات، وخير ما أرى أنه حق إنساني من حقوقه، ألا تنتهك هذه الحقوق، وأن توضع لها أنظمة ولوائح، تؤمن له حياة ملائمة ومناسبة إذا ألم به عارض صحي، أو تطلب وضعه دعماً مادياً، وبخاصة اذا اعتزل.
سلوك مشين
* دعنا نعرج إلى الصعيد الإعلامي، وأسألك بوصفك أكاديمياً سعودياً متخصصاً في الإعلام .. بروز ظاهرة التسول عند بعض الصحفيين، وأقصد بذلك استخدام منبر الصحافة للوصول إلى أغراض شخصية بحتة بطرق مختلفة .. كيف نقضي على هذه المعضلة السلبية؟
- أمر مؤسف للغاية إذا ثبت ذلك، فالوسط الرياضي الإعلامي ينبغي أن يكون نظيفاً، خالياً من الأمراض، ومن يعمل فيه ينبغي أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة المحمودة، هذه ليست وصفة نظرية، بل هي من أهم أسس العلاقة بين الإعلام والرياضة والرياضيين، ومن هنا أطالب هيئة الصحفيين السعوديين بوضع تنظيم محكم لهذه العلاقة، لا يقبل الاختراق بل يعرض من ينتهكه للمساءلة، والمحاسبة، والعقاب، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
* أسست مركز صناعة الإعلام للدراسات والاستشارات بمدينة الرياض، يضم نخبة من الخبراء والمتخصصين في هذا الحقل .. هل سيكون هناك تعاون مع هيئة الصحفيين والاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، لصياغة وصناعة إعلام أكثر وهجاً واحترافاً؟
- أتمنى ذلك، وأرحب به، وأعلن أن المركز يرحب بهذا التعاون، وهو على استعداد لتقديم دراسات واستشارات رياضية وإعلامية لمن يريد ذلك، وعليه أن يختار منها ما يشاء، أو يطلب ما يريد، فالإعلام الرياضي أصبح الآن تخصصاً، له قوانينه، وقواعده، وأساليبه، وليس خبط عشواء.
الإحساس بالمسؤولية
* كيف توجد إعلاماً راقياً، يواكب متطلبات ومعطيات ومكونات الإعلام الرياضي المعاصر؟
- بالعلم والثقافة والوعي والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية الرياضية، ونشرها، وشرحها، وتفسيرها.
* تجربتكم مع التأليف والتوثيق التاريخي، أخذت جزءاً من حياتكم وخاصة بعد التقاعد.. ما هي أبرز هذه المؤلفات التي قدمتموها حتى الآن؟
- قدمت: (الكلمة المسموعة)، و(دور وسائل الإعلام السعودية في نشر الثقافة)، و(التحديات التي تواجه وسائل الإعلام السعودية)، و(عصر العاجزين عن الكلام) و(أفواه تتلفظ بكلمات عطرة)، و(أتذكر) وهو السيرة الذاتية لي، إلى جانب نشر رسالة الماجستير (دور المذياع في تغيير العادات والقيم في المجتمع السعودي: دراسة ميدانية في قرية خُليْص) ورسالة الدكتوراه (دوافع التعرض للموضوعات الاجتماعية في الصحف السعودية).
* ماذا تقول في نهاية حديثنا الشمولي في كلمة أخيرة؟
- أن يكثر الله من الإعلاميين السعوديين وبخاصة الشباب، ممن دخلوا ويدخلون ساحة الإعلام السعودي بلا واسطة، أو بطرق ملتوية، أو بأساليب غير أخلاقية.