كتب - طارق العبودي

قهر شباب النصر كل الظروف التي واجهتهم من إصابات وتبديلات اضطرارية وطرد قبل أن يقهروا منافسهم وضيفهم الأهلي وانتزعوا بكل جدارة واستحقاق كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد فوزهم البارحة في المباراة الختامية التي جمعت الفريقين في استاد الأمير فيصل بن فهد بالرياض بهدف ثمين وغال برأسية المدافع المبدع سلمان البقمي في الدقيقة السادسة من الشوط الإضافي الأول. وتوج الدكتور حافظ المدلج عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم لاعبي النصر بالكأس والميداليات الذهبية وسلم لاعبي الأهلي الميداليات الفضية. وجاء فوز النصر بالبطولة كأقل هدية لإبداع نجومه وتتويج منطقي لما قدموه في مشوارهم من أول مباراة وحتى آخر صافرة، حيث كانوا هم الفريق الأبرز والأقوى والأخطر والأحق بالكأس ولا شيء غيرها.

مباراة الأمس كانت في أغلب فتراتها صفراء اللون حيث سيطر عليها شباب النصر وأضاعوا العديد من الفرص الخطرة وحرمهم القائمان الأهلاويان من هدفين محققين في الوقت الذي كان الأهلي ينشط في بعض الأوقات لكن بلا أي خطورة وبسلبية تامة قادها مهاجمه أحمد العوفي الذي تفرغ للعك والاستعراض متناسياً أن المباراة نهائي والفوز بها يعني انتزاع كأس الذهب, وقد يلتمس المتابعون بعض العذر للفريق الأهلاوي الذي لعب المباراة بغياب مجموعة من أبرز نجومه لمشاركتهم مع منتخبنا الوطني للشباب.

بداية الخطورة الصفراء كانت عند الدقيقة 5 حينما سدد إبراهيم غالب كرة تصدى لها لحارس الأهلاوي وارتدت منه لشايع شراحيلي الذي سددها باتجاه المرمى لكن المدافع الأهلاوي نجح في إبعادها، ثم هجمة أخرى أحدثت ربكة في الدفاعات الأهلاوية لكن الحارس تدخل وأمسك الكرة على دفعات. وبعد انقضاء ربع ساعة تقريباً بدأت الأمطار تهطل وتسببت في هدوء اللعب من الطرفين وحاول لاعبو النصر استغلال المطر بالتسديد من خارج المنطقة. ولم يكن للأهلي وجود يذكر في الحصة الأولى سوى تلك التسديدة من العوفي والتي أبدع العنزي في التصدي لها عند الدقيقة 22، وفي الحصة الثانية ظهر الأهلي بشكل مغاير فكان هو الأنشط في أغلب فتراتها وكان هو الأخطر رغم أن القائم أنقذه من هدف نصراوي محقق حينما تصدى لتسديدة شايع شراحيلي (د7) قبل أن يرد عليه الأهلي بهجمة معاكسة كادت تهز الشباك الصفراء لكن محمد أبويابس (جلى) الكرة. وواصل الأهلي نشاطه لكن بلا خطورة؛ إذ كان دفاع النصر وحارس المرمى في قمة حضورهم مقابل عك من مهاجم الأهلي العوفي الذي كان في واد والمباراة في واد آخر ومعه زميله البديل عبدالرحمن البخاري الذي كان وجوده كعدمه. وأجرى مدربا الفريقين تغييرات عدة لتحريك اللعب وإنهاء الأمور وإن كان مدرب النصر قد اضطر لاستبعاد نايف الشريد لإصابته. ومع انطلاق الشوط الإضافي الأول صعق النصراويون بخروج اللاعب البديل مصعب العتيبي مضطراً لإصابته في الوقت الذي كان المدرب قد استنفد حقه في التبديلات ليلعب النصر ناقصاً وهو الأمر الذي منح السيطرة للأهلي لكنها سيطرة سلبية وبلا فاعلية تذكر. ورفض المدافع المتألق سلمان البقمي إلا أن يرسم البسمة على أنصار فريقه حينما اقتنص برأسه هدف الفوز والبطولة (د6) بعد تلقيه كرة زميله فهد الرشيدي من ضربة زاوية. وازدادت الأوضاع سوءاً على النصر بخروج فهد الرشيدي بالطاقة الحمراء في الشوط الإضافي الثاني ثم خروج زميله شايع شراحيلي مطروداً أيضاً في الوقت بدل الضائع. ولم يؤثر هذا النقص في حماس لاعبي النصر الذين تماسكوا وتألقوا حتى النهاية.

من المباراة:

- لعب للنصر: عبدالله العنزي، أسامة عاشر، علي فتيني، شايع شراحيلي، إبراهيم غالب، سلمان البقمي، ناصر السبيعي، نايف الشريد، فهد الرشيدي، عبدالإله النصار وخالد الصقيهي.

- فيما لعب للأهلي: يحيى ياسين، ماجد الخيبري، سعيد المولد، عبدالله المحمد، محمد برنوي، خالد ساقان، سلطان الشريف وفيصل درويش وأحمد العوفي ومحمد الشمراني ومحمد أبويابس.

- الحكم صالح الصقور كان أحد أبرز نجوم المباراة بمتابعته السليمة وقراراته الصحيحة ولياقته العالية وشخصيته القوية.

- كم هائل من البطاقات الصفراء أشهرها الصقور أمام لاعبي الفريقين وكانت لكل من: عبدالله العنزي وأسامة عاشور وشايع شراحيلي وسلمان البقمي وناصر السبيعي وفهد الرشيدي وخالد الصقيهي (من النصر) وعبد الله المحمد ومحمد برناوي وفيل درويش وأحمد العوفي وعبدالرحمن بخاري (من الأهلي) إضافة إلى طرد الرشيدي وشراحيلي من النصر.

- حضور شرفي وإداري كبير من الجانب النصراوي وقد احتفل الجميع بالبطولة طويلاً داخل الملعب وفي غرفة تبديل الملابس وفي الحافلة.

- المكافآت المالية انهالت على أبطال الكأس فور انتهاء المباراة من شخصيات شرفية نصراوية.