في وقت متزامن (تقريباً) يصدر كتابا (عبدالله العروي 1933 -: السنة والإصلاح)، و(حمد المرزوقي 1945 -: من القرآن إلى البرهان)؛ وفيهما تأكيد على أن القرآن الكريم يحمل إجابات الأسئلة المستغلقة.
* يفترق الكتابان فيما وراء ذلك؛ فالعروي يقدم اعترافاتٍ ترسليّة عبر حوارٍ - ذي اتجاه واحد- مع امرأة أميركيّة يدعوها فيه إلى قراءةِ (كتابنا العزيز)، ويقدم المرزوقي القرآن برؤية تاريخية حضاريّة تلخص (سيرة أمة).
- وإذ لا يُحسب المؤلفان على الاتجاه (الإسلاموي)؛ فإن قراءتَهما - في ظل التّيه الثقافي - ستقودُ إلى طرح استفهامات ملحة ربما جاءت أكثر أهميّة من الإجابات الجاهزة التي سُدتّ بها الآفاق أمام الأذهان المفتوحة.
- ستقودُ الأسئلة إلى أسئلة، وسيولد الحوار مسالك، وربما ابتدأت مرحلة مهمة في حوار الذات كما الجماعات بعد أن أوشكنا على التخلص من مرحلة الضيق والتضييق، والإملاءات والاتهامات ووضع موازين شخصية قاصرة لقضايا معرفيّة شاملة.
- وُئِد الحوار زمناً استأثر فيه العامة (حتى من حملة الدكتوراه) بالمنابر، ولعل الوقت قد بات موائماً لحوارٍ جديد يتصدر فيه الباحثون عن الحقيقة، وقد يمنح التوازن مساربَ ضوءٍ لا تعوقُها حُجب التطرف من المندلقين والمنغلقين على حد سواء.
- المثقف الحر يراجع ويتراجع مؤمناً بمرحليّة الفكر؛ فلا يضيره إن قدّر غير ما قرّر، ولا مكان - في دوائر الوعي - لإعادة إنتاج الذات أو استنساخ مواقف الآخر.
- المراجعة انطلاق.
Ibrturkia@hotmail.com