أطلق منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي - بمشاركة ثلاثمائة شخصية متخصصة عربية وأجنبية - حملة إعلامية خليجية تتصدى للقنوات الفضائية الهابطة، وتواجه التحديات القيمية والأخلاقية التي يتعرض لها الشباب والأطفال في المجتمع الخليجي. وشدد (إعلان الدوحة) على ضرورة وضع استراتيجية إعلامية خليجية لتوعية الشباب بمخاطر الفضائيات الهابطة، وسبل حمايتهم من دون المساس بحرية الإعلام.
وتزداد صيحات الناصحين يوماً بعد يوم، محذرة من العواقب الوخيمة بما تبثه القنوات الفضائية الهابطة من برامج تنشر الإباحية والفجور والخزي والعار، وتجعله أمراً مألوفاً بين الناس. ولم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء، فقد أوجدت مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من التقليعات الغربية في السلوك والمظهر، وبرامج العري والفساد، وممارسة العنف بأشكالها المختلفة، ونشر المشاهد الفاضحة وإثارة الغرائز، والدعوة إلى تعاطي المخدرات والمسكرات، وإضعاف اللغة العربية والتماسك الأسري وروح الانتماء للمجتمع.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن القنوات الفضائية الهابطة تعج بسيل هائل من التشكيك في مبادئ الإسلام، وزعزعة الثقة بالله، كتعلم السحر والشعوذة والخرافات وأنواع الشرك وأصول الديانات الأخرى.
العجيب في الأمر أن هذه القنوات الفضائية الهابطة، تبث من منابر إعلامية محسوبة على البيت العربي، ومدعومة من قبل ملاك عرب، وبرأسمالية عربية، من أجل تشويه الحقائق، وتخريب الفكر والوجدان، وإحداث انحرافات في تقاليدنا وقيمنا وأخلاقنا، وتنفث سهامها ببرامج مسمومة على طبق من ذهب.
وأذكر في العام الماضي، أن دبي قامت بحملة شعبية ضد هذه القنوات، وبدأت بها جمعية توعية ورعاية الأحداث، وخرج أكثر من ألفي طالب وطالبة من مدارس دبي في مسيرة رافضة للفضائيات الهابطة، ومنددة بالأفعال المشينة الخلاعية التي تقوم بها تلك الفضائحيات.
وهو ما أكده المدير العام لشرطة دبي: من أن قضايا جنائية ضد وزراء العرب، سوف ترفع إذا لم يتحركوا لوقف مهازل الفضائيات.
إن حملات الإثارة الغرائزية التي نشاهدها كل يوم عبر الفضائيات الهابطة إضافة إلى تقصير المؤسسات والمحاضن التربوية في صياغة وتشكيل فكر الأبناء، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمؤسسات المجتمع المدني تحتاج إلى أن يتكتل عقلاء قومي، لتعزيز دور الأسرة والجهات التربوية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني، في حماية الأمن الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع وللشباب، من تأثير البث الفضائي السلبي.
كما أن إشاعة مناخ من النقاشات والحوارات لتصب في اتجاه زيادة التوعية السليمة، وتعزيز الثقافة الإسلامية، والحصانة الدينية والفكرية لدى الأبناء، وتحقيق القناعة التامة بمدى خطر تلك القنوات والتحذير منها وشغل أوقات الفراغ بكل نافع ومفيد وإعداد دراسات لرصد هذه القنوات والتعرف على مدى تأثيرها على أخلاق وسلوكيات أفراد المجتمع، ومعرفة الحلول اللازمة لمواجهة الآثار المترتبة على مشاهدة هذه القنوات. مع وجود رقابة مشدد عليها، والسعي لإيجاد آلية للتقاضي تسمح للمتضرر بمقاضاة الفضائيات عند مخالفتها شروط الترخيص وقيم المهنة وأخلاقياتها، مطالب مهمة ولا شك.
drsasq@gmail.com