كتب - خالد بن عبدالله
من غير المعقول أن يتم السكوت على تجاوزات الفنان جورج وسوف لمجرد أنه يمتلك قاعدة جماهيرية تعجب بصوته (القديم) وتتجاهل ما هو عليه من حاضر مؤلم انسحب ضرره على الساحة الفنية ونسف بتصرفاته الرعناء كل القيم والصفات المفترض به التحلي بها.
لم تعتلي أحد الدهشة حين نقل خبر جورج وسوف كمتهم في قضية المخدرات فقد سبقتها تجاهه قضايا عدة وتعالج (أو يفترض ذلك) ثم عاد حينها ليستقبل استقبال الأبطال وها هو يعود ويكررها وسيكررها على سمع وبصر منا وترويج لأعماله وكأن شيئاً لم يكن، ثم يعود ويستقبل في مطار الحريري الدولي كأحد الأبطال.
جورج وسوف نسف قيمة الفن وباعها بثمن بخس واشترى بثمنها حفنة من المخدرات، ولعلّكم شاهدتم لقاءاته الأخيرة وحديثه غير الموزون عن بقية أبناء المهنة ورميه الكلام جزافاً دون أي مسؤولية وجميعنا تأكد من حالته حينها ولم نستطع قول ذلك لعدم كفاية الأدلة رغم تأكدنا منها.
جورج وسوف (قليل أدب) مع الجمهور الذي أحبه ولم يراعي مشاعرهم ولا تصدقوه حين قال في تصريحات لصحيفة (إكسبرسين) السويدية نهاية الأسبوع الماضي (حبي لجمهوري يفوق كل شيء، وعليهم أن يصدقوني ولا يصدقوا أحداً آخر)، فهو هنا يعزف (نشازاً) على وتر الجمهور الذي فاق أخيراً على تصرفاته غير المسؤولة ولم ينطلي عليها (رمقه الأخير) معها.
لا تصدقوه لأنه لو كان يحبهم ويحترمهم ما فعل فعلته أو حين يهمز ويصرح بأن مؤامرة حيكت ضده ليلبس التهمة، وهو الذي كان يجب أن يكون قدوة حسنة لهم ولجيل الفنانين معه، ولسنا شامتين به ولكنها حقيقة عرفها الجميع منذ فترة وآن لنا قولها وقد حانت مناسبتها.
لا أعلم سبباً أن تلاحق (روتانا) جورج وسوف وهي تعلم علم اليقين أن شمسه قد اختفت للمغيب ولم يعد يقدر الوقوف لأكثر من ساعة على خشبة المسرح وهي تعلم أيضا بمشاكله ومساوماته لها وغيرته من الجيل الجديد الذي سحب البساط من تحت قدميه.
نتحدث عن تاريخ فني لجورج وسوف، فهو يحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي وأنتج أكثر من 30 ألبوماً غنائياً وله نشاطات فنية متعددة ولكنه أبى إلا أن يرمي بها في ليلة (نشوة)، وكان الأولى به الاستفادة مما سبق من مشاكل تسبب فيها من ضرب وشتم وإطلاق نار وحيازة في المطارات وغيرها وعبث في اللقاءات ولم يقدر سنه وتاريخه.
نحن نتحدث عن قيمة الفنان التي لم يعد جورج وسوف يمتلكها وظن أنه في بلد عربي يتوارى خجلا من تصرفاته لمجرد أن فنان شهير ويتعاطى ما يريد دون أي مسؤولية أو اتهام قد يوجه له، ومثل هؤلاء الفنانين لابد أن نقف في وجوههم بحزم لأنهم قدوة لمن ضعفت إرادته وحاول تقليدهم، ومثل هؤلاء يجب أن يلقوا في مزبلة التأريخ فهنا مكانهم الطبيعي الذي يستحقونه ولا بكاء عليهم.