في خطبة أثناء حملة الانتخابات التي قادته إلى البيت الأبيض ردد باراك أوباما كلمة التغيير أكثر من مليون مرة.. بل (التغيير) أصبح شعار انتخابات الرئاسة الأمريكية فحتى المرشح الجمهوري كان يطرح التغيير كهدف وقبله استعملت منافسة أوباما السيدة كلينتون شعار التغيير، إلا أن الأكثر تمسكاً وأصالة وصدقاً بنهج التغيير كان الرئيس المنتخب أوباما الذي صدقه الشعب الأمريكي فانتخبه.

والآن وبعد أن قال الشعب الأمريكي كلمته، فإن على أوباما أن ينفذ برنامجه الانتخابي الذي كشف عن العديد من فقراته في خطبة، ومن أهمها إنعاش الاقتصاد الأمريكي والعمل على تحسين النظام المالي العالمي ولهذا فإن الدوائر الاقتصادية تتابع باهتمام من سيتسلم حقيبة وزارة الخزانة الأمريكية حيث تتداول هذه الأوساط قائمة من أفضل الخبراء الاقتصاديين وبعضهم سبق أن عمل مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي تميز عهده برخاء اقتصادي. ويستعرض الآن جون روبير من وكالة الأنباء الفرنسية القائمة المكونة من أربع عشرة شخصية لخلافة هنري بولسن من بينهم وزيرا خزانة سابقان في عهد بيل كلينتون: لورانس سامرز الذي يدرس اليوم في جامعة هارفارد وروبرت روبين الذي يدير الآن مصرف سيتي غروب.

كما يتردد اسمان آخران هما رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك تيموثي جثنر والرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الأمريكي بول فولكر.

وكان فولكر أحد المستشارين المقربين لأوباما عندما انفجرت الأزمة المالية في أيلول-سبتمبر الماضي ولكن مقربين من الرئيس المنتخب قالوا لصحيفة وول ستريت جورنال إنه ربما يكون مترددا في قبول المنصب.

وفيما يتعلق بوزارة الخارجية، عاد اسم جون كيري المرشح الديمقراطي الذي لم يحالفه الحظ في الفوز بمنصب الرئاسة في العام 2004، ليتردد بقوة في الصحف الأمريكية، لكن الناطقة باسمه بريجيت اوراوك قالت إن هذه الفرضية (غير معقولة).

ومن الخلفاء المحتملين لكوندوليزا رايس كذلك بيل ريتشاردسون الحاكم الديموقراطي لولاية نيومكسيكو الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة وحاكم انديانا الجمهوري ريتشارد لوغر.

كما يتردد اسم حاكم جمهوري آخر هو تشاك هاغل وهو محارب سابق في فيتنام كمرشح لوزارة الدفاع أو لوزارة الخارجية.

وقالت صحيفة بوليتيكو من جهتها إن وزير الخارجية السابق في ولاية بوش الأولى كولن باول مرشح لوزارة الدفاع أو التعليم لكن الأخير قال في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) مساء الأربعاء إنه لا يسعى ولا يتوقع أن يعرض عليه منصبا وزاريا في إدارة أوباما وإنما ربما يساعد كمستشار.

ومن المرشحين لوزارة الدفاع كذلك المستشار الرئيسي لباراك أوباما خلال الحملة الانتخابية في أمور الدفاع ريتشارد دانزينغ الذي كان وزيرا للبحرية في عهد بيل كلينتون.

هؤلاء المرشحون للمناصب الرئيسية الثلاث الخارجية والخزانة والدفاع تظهر أن أوباما يسعى لاستقطاب أهم الخبراء لتحقيق اختراق في أهم المفاصل التي تتهم الإدارة الأمريكية السابقة بعدم التعامل معها تعاملاً جيداً مما أدى حدوث الأزمة المالية الدولية الحالية، وتورط أمريكا في حروب عدة، وتدهور صورة أمريكا الدولية.

ولهذا فإن أوباما والذي يود أن يبدأ بإصلاح الأوضاع المحلية الأمريكية وخاصة تحسين الأوضاع الاقتصادية إلا أنه وعد بتقنين وجود القوات الأمريكية في الخارج، وأن يفعل السياسة الخارجية بحيث يعتمد على الحوار والتفاوض بدلا من القوة.. أسلوب الإدارة السابقة.