Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/11/2008 G Issue 13190
السبت 10 ذو القعدة 1429   العدد  13190
أثناء تدشين المقر الرئيسي للقصيم للتنمية... الأمير فيصل بن مشعل:
لن تنهض منطقة القصيم إلا بسواعد أبنائها.. وليس لدينا توجه لإقامة مدينة اقتصادية في المنطقة

الجزيرة - حازم الشرقاوي - بندر الرشودي / تصوير - حسين الدوسري

(لن تنهض منطقة القصيم إلا بسواعد أبنائها.. وجميع الأجهزة الحكومية مسخرة لخدمة التنمية في المنطقة) بهذه الكلمات الجامعة المانعة دشن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم مساء أول الخميس مقر شركة القصيم للتنمية QDC في شارع التحلية بالرياض بحضور عدد من مؤسسي الشركة، ومجموعة من رجال الأعمال، والتي يبلغ رأسمالها 5 مليارات ريال سيطرح منها 30% للاكتتاب العام.

هذا ويتولى سمو الأمير فيصل بن مشعل ملف جلب الاستثمار والتنمية الاقتصادية الشاملة في المنطقة وفق إستراتيجية وأفق واضحي المعالم ظهرت من خلال كلماته التي أطلقها أثناء حفل التدشين عندما وجّه رسالة لرجال الأعمال لابتكار وسائل تصنيعية للتمور ومنتجاتها في المنطقة لتحمل صنع في السعودية خاصة بعد علمه بقيام بعض الدول المجاورة بتصدير هذا المنتج إلى أوروبا ثم إلى إسرائيل التي أعادت تصنيعه ووضعت اسمها عليه وتبيعه بأسعار باهظة في الأسواق، وهو في الأصل منتج قصيمي سعودي، كما قال للحضور: نحن نتعلم منكم ونهضة القصيم ستكون على أيدي أبنائها، مشيدا بدور عبد الله العثيم في هذا الشأن، وشدد على ضرورة إضافة الفرص الاستثمارية التي أعلنت عنها هيئة الاستثمار مع برنامج الشركة الجديدة التي يتوقع لها أن تحدث نقلة نوعية في منطقة القصيم لتحولها إلى منطقة منتجة.

وقد أكد نائب أمير منطقة القصيم في كلمة للحضور على أن الشركة تعد إحدى ثمار ونتاج فكر سمو أمير منطقة القصيم بإنشاء لجنة من أبناء المنطقة لدراسة تنمية الاستثمار في منطقة القصيم كبعد استثماري جديد للمملكة.

وأشار سموه إلى أهمية مثل هذه المشاريع وضرورة الاستفادة من المقومات الاقتصادية التي تحظى بها منطقة القصيم، مشيرا إلى أن الحكومة الرشيدة أيدها الله لم تأل جهدا في دعم ورعاية القطاع الخاص الذي تؤكد مساهمته في دفع عجلة التنمية على مدى حرص رجال الأعمال على تنمية واستغلال الفرص المتاحة للجميع في المملكة.

وأوضح الأمير الدكتور فيصل بن مشعل أنه من المقرر أن يتم تأسيس شركة القصيم للتنمية شركة مساهمة قابضة تعنى بالاستثمارات في منظومات اقتصادية متكاملة تشمل الزراعة ومواد البناء والرعاية الصحية والصناعات الدوائية والخدمات السياحية وتقنية المعلومات.

وألمح سموه إلى أن الشركة سوف تعمل على تطوير هذه المنظومات الاقتصادية المتكاملة بعد تحديد الفرص الاستثمارية، وتقييمها، وتنفيذ المشاريع المجدية منها، أو المشاركة في مشاريع تنموية وتطويرية قائمة أو جديدة مع الحرص على تبني مشاريع استثمارية يكون للمنطقة ميزة تنافسية نسبية فيها، تسعى لتمييز المنطقة بهذه النوعية من الاستثمارات التي يتفق على مناسبة تبنيها لمنطقة القصيم.

وأشار سموه في تصريح لـ(الجزيرة) إلى عدم وجود توجه لإنشاء مدينة اقتصادية بالقصيم موضحاً أنه ليس مع إنشاء المدينة الاقتصادية لمجرد احتضان المنطقة لمدينة فقط مشدداً على أنهم في لجنة الاستثمار ينتهجون بعداً آخر يتمثل في تلمس الفرص الاستثمارية بالمنطقة والعمل على جذب المستثمرين إليها سواء كانت صناعية أو تجارية أو زراعية أو طبية وغيرها متمنياً أن تكلل الجهود المبذولة لخدمة هذه المنطقة التي ما تزال بكراً في مجال الاستثمارات.

وزف سموه في تصريحات لممثلي وسائل الإعلام والصحافة بشرى قرب إنشاء طريق جديد يربط منطقة القصيم بمكة المكرمة والذي سيكون إضافة لشبكة الطرق السريعة التي تتميز بها المنطقة شمالاً إلى حائل وغرباً إلى المدينة المنورة وشرقاً إلى الرياض مؤكداً سموه أهمية مثل هذه الشبكة المتميزة لمنطقة تعد قلب المملكة النابض كما وصفها سمو ولي العهد لافتاً سموه إلى أن موقع القصيم الإستراتيجي في وسط المملكة يحتم على أبناء المنطقة ومسؤوليها العمل بكل جدية للنهوض ببيئتها الاستثمارية نحو آفاق التقدم والازدهار موضحاً أن الطريق الجديد اقترحه مجلس المنطقة عقب دراسة مستفيضة وتم رفعه إلى وزارة النقل التي ستعتمده بإذن الله قريباً.

وطالب سموه رجال أعمال المنطقة بالعمل بجدية تامة لإحداث نقلة نوعية في مجال تصدير تمور القصيم من خلال إنشاء مصانع متميزة للتصنيع والتعليب المتطابق مع مواصفات الأسواق العالمية ولا سيما أن المنطقة تحفل بكميات كبيرة ومتميزة من التمور ليس لها مثيل في العالم ولكن ما زالت طريقة التعليب التقليدية تقف حجر عثرة أمام غزوها للأسواق العالمية.

ونفى سموه وجود أي نية لنقل مطار القصيم من موقعه إلى موقع آخر مشيراً إلى أن ذلك لا يتخطى إطار الشائعات مؤكداً اهتمامهم بالعمل على تطوير أدائه وإمكاناته.

وأكد سموه على أن ثقته بنجاح الاستثمار بالمنطقة ليس له حدود قائلاً: أثق بذلك مليون بالمئة بمشيئة الله مرجعاً ذلك لتمتع القصيم ببيئة استثمارية خصبة لم يستثمر منها إلا الشيء القليل.

ولفت سموه إلى أن المشاريع الاقتصادية التي حظيت بها المملكة خلال الفترة القليلة الماضية تؤكد متانة الاقتصاد السعودي وعدم تأثره بشكل كبير بالأزمة المالية للعالم.

وكان سمو نائب أمير منطقة القصيم قد وصل إلى مقر الشركة بعد عصر أول أمس وكان في استقباله لدى وصوله مقر الشركة معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني السابق محمد بن علي أبا الخيل بوصفه عضوا مؤسسا في الشركة، ورئيس اللجنة التأسيسية للشركة عبدالله بن صالح العثيم، وأعضاء اللجنة التأسيسية، وعدد من رجال الأعمال والرئيس التنفيذي للشركة مجاهد بن عبدالكريم القين.

وبعد أن قص سموه شريط الافتتاح، تجول في مكاتب وأقسام الشركة مستمعا إلى شرح من رئيس اللجنة التأسيسية والرئيس التنفيذي للشركة.

إثر ذلك بدئ الحفل الخطابي بكلمة لرئيس اللجنة التأسيسية عبد الله العثيم أعرب فيها عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم على مباركته إنشاء الشركة ودعمه غير المحدود لمشروعات التنمية في منطقة القصيم، ولسمو نائب أمير منطقة القصيم على تدشينه مقر الشركة. وأبان العثيم أن الشركة تعاقدت مع شركة استشارات أمريكية حيث قدمت هذه الشركة دراسة وافية لكافة الفرص الاستثمارية الواعدة في منطقة القصيم، مشيرا إلى أنه سيتم تقييم هذه الفرص والبدء بأكثرها حاجة وجدوى اقتصادية.

إثر ذلك أطلق سمو نائب أمير منطقة القصيم الهوية التجارية لشركة القصيم للتنمية QDC الذي يعكس تصميمه تمازجا بين حرف القاف العربي والكيو الإنجليزية لتعكس الدائرة تنمية المنطقة الشاملة وبتطلعات الشركة نحو العالمية.

عقب ذلك استعرض الرئيس التنفيذي للشركة مجاهد بن عبدالكريم القين أبرز الخطط الإستراتيجية للشركة وأهم المنجزات التحضيرية التي تم الانتهاء منها حتى الآن.

من جانبه أوضح رئيس لجنة التأسيس لشركة القصيم للتنمية عبدالله بن صالح العثيم في تصريح بأن المحطة الأولى للشركة ستكون منطقة القصيم ومن ثم ستتوجه لبقية مناطق المملكة ثم إلى أنحاء العالم.

وعن رأسمال الشركة أفاد العثيم أن المتوقع أن يكون رأسمال الشركة خمسة مليارات ريال، مشيرا إلى أنه سينبثق عن هذه الشركة ست شركات شقيقة توجد ما يقارب 50 ألف فرصة عمل خلال السنوات الخمس الأولى من بدء عملها.

وتوقع العثيم أن يتم الطرح للمؤسسين للاكتتاب الخاص خلال الأشهر الستة المقبلة، ليبدأ التفكير في طرح عام بعد الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات الرسمية متوقعا أن يكون الطرح العام لا يقل عن نسبة 30 في المائة من رأسمال الشركة.

الجدير بالذكر أن شركة القصيم للتنمية تضع نصب أعينها برامج المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع للتحقيق الفعلي للتنمية المستدامة والعمل بمفهوم الشراكة المتكاملة بين جميع القطاعات الاقتصادية بالمنطقة وكافة فئات المجتمع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد