فُجعنا في مجلس الشورى يوم الاثنين 20-10-1429هـ بوفاة عضو مجلس الشورى سعادة الأستاذ منصور عبد الغفار - رحمه الله رحمة واسعة -.
أن تفقد أحد أقاربك فهذا لا شك مؤلم ومحزن، ومثله أن تفتقد جاراً عزيزاً، أما أن تفتقد أخاً كبيراً، وزميلاً عزيزاً وجاراً مستقيماً، فهذا هو الحزن الأكبر.
تسع سنوات وأنا أسعد برؤية أستاذي وجاري وأخي الأكبر الأستاذ منصور عبد الغفار - رحمه الله رحمة واسعة - فمنذ أن شمله التشريف والتكليف الملكي الكريم بأن يكون عضوا في مجلس الشورى وأنا سكرتيره في المجلس وجاره في الحي.
والتصاقي به زادني حباً له وتقديراً لشخصه الكريم، فمع عملي معه في المجلس وجميع أعماله رأيت منه ما يستحق التسجيل وذكر المحاسن؛ لأن فيه القدوة الصالحة والأنموذج الحسن لكل موطن صادق في هذا الوطن المعطاء. كثيراً ما أدخل عليه المكتب فأجده قائما يصلي في غير أوقات العمل وبعد انتهاء اجتماعاته في المجلس وغيره داخل الوطن وخارجه.
يعجبني فيه - رحمه الله - الصدق والوضوح والصراحة المتناهية، ويعجبني فيه حسن المظهر والباطن والاهتمام بهما.
وبما أني أكثر الناس قربا منه، وعزيت فيه كما عزي أبناؤه في مجلس العزاء بمنزل شقيقه الأكبر الأستاذ عواد محمود عبد الغفار، فإني أذكر للقارئ الكريم بعضا من المواقف التي لا تنسى له - رحمه الله - وبخاصة في آخر أيام حياته، حيث لا أنسى تأكيده لي بصحبته وحضور مجلس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز والسلام عليه وذلك قبل وفاته بليلة واحدة، إيمانا منه - رحمه الله - بأهمية التواصل مع ولي الأمر وبخاصة سمو الأمير سلمان الذي له مكانة خاصة في نفسه.
في آخر أيام عمره كنت أسعد بصحبته في رياضة المشي وذلك في آخر أسبوع من عمره، وكنت أسعد بحديثه وتوجيهه وخلقه الكريم فقد كان لي مدرسة استفدت منه في جوانب كبيرة وكثيرة، وأسعد بالاستفادة من سلوكه المهذب في التعامل مع الآخرين.
ختاماً أدعو الله له بالمغفرة والرحمة، وأسأل الله أن يجعل في خلفه خير خلف لخير سلف، وأعزيهم وأخص اخواني (أمل، محمود، أيمن، خلود، منى) أبناء منصور عبد الغفار كما أعزي آل عبد الغفار الأنصاري وعلى رأسهم شقيقه عواد، ومعالي المهندس عبد الله رحيمي وأعزي زملاءه أعضاء مجلس الشورى الذين افتقدوه كثيراً، وتحدثوا عن مآثره حيث لا ينسى حديثه الباسم في آخر جلسة حضرها لمجلس الشورى الموقر.
- سكرتير عضو مجلس الشورى