الجزيرة - أحمد القرني
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار أن صناعة السياحة في المملكة تجاوزت مرحلة التخطيط ووضع الاستراتيجيات إلى مرحلة التنفيذ. وأشار سموه إلى أن الهيئة بعد استلامها لقطاع الإيواء بدأت مرحلة جديدة تتمثل في اعتماد تصنيف جديد للفنادق والشقق المفروشة وتحفيز الاستثمار في الفنادق التراثية والاستراحات الريفية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه عقب توقيعه ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في مقر الجامعة مذكرة تعاون بين الهيئة والجامعة لتنمية وتطوير بعض البرامج والاستشارات الهادفة لدعم السياحة الوطنية.
وأوضح سموه أن توقيع المذكرة يأتي اتباعاً لمنهجية الشراكة مع الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بصناعة السياحة، وفي إطار توثيق الصلة والاستفادة من الخبرات التي تمتلكها الجامعات السعودية؛ حيث سبق أن وقعت الهيئة مذكرات تعاون مع عدد من الجامعات السعودية للاستفادة من تخصصاتها المتعلقة بمجالات عمل وتخصص الهيئة وقطاع السياحة، مشيراً إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعد من المؤسسات التعليمية الفاعلة، وذات الانتشار الكبير حيث تتوزع كلياتها ومعاهدها وفروعها في نحو 62 محافظة وقرية في المملكة، وهو ما يتيح للهيئة الاستفادة من هذه الإمكانات الكبيرة التي تكونت في الجامعة.
ووصف سموه مذكرات التعاون التي وقعتها الهيئة بأنها أداة مهمة لحسم الكثير من التداخلات وقال: (وقعنا أكثر من 32 اتفاقية مع المناطق والعديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية كالجامعات والهيئات المعنية بالشأن السياحي في البلاد).
وبين أمين عام السياحة بأن الهيئة تعمل على تطوير قطاع الآثار والمتاحف وقال: (نسعى لاستيعاب هذا القطاع الضخم والحساس بالتعاون مع الشركاء وقد شارك بعض أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام في حلقات النقاش التي عقدت حول خطة تطوير الآثار والمتاحف التي أقرتها الهيئة. والهيئة بدأت منذ استلام القطاع في تأسيس بنية تحتية إدارية مساندة لأعمال إدارة المتاحف والتنقيب عن الآثار والبرامج التدريبية للمنسوبين في هذا القطاع). وشدد الأمير سلطان بن سلمان في هذا الخصوص على أن (المملكة بلاد تاريخ وحضارة).
وذكر بأن الهيئة استحدثت قطاعاً جديداً بالكامل في تنظيم الرحلات السياحية بين المناطق وقال: (رخصنا لأكثر من 70 شركة من شركات السفر والسياحة للعمل في تقديم برامج سياحية للسياح داخل المملكة). لافتاً سموه إلى (أن الهيئة نجحت - بفضل من الله - في تشكيل مجالس للتنمية السياحية بمشاركة القطاعين العام والخاص في مختلف المناطق، وتطمح لاستقلالية هذه المجالس بالكامل مستقبلاً).
وأكد سموه أن الهيئة لا تعمل في الخفاء بل تعلن أنشطتها عبر وسائل الإعلام, وموقعها على شبكة الإنترنت يوضح كل ما يدور في الهيئة من أعمال تنظيم وتطوير لصناعة السياحة, وقال سموه: (ليس هناك تحول نسير إليه لا يعرف عنه المواطن, كل شيء لدينا مفتوح وواضح أمام المواطن, وكما يرى الجميع فإنه والحمد لله لم يحدث ولن يحدث شيء لا يتوافق مع قيم المجتمع وما يريده الناس). وأضاف: (لدينا أفضل مقر للدعوة الإسلامية في العالم ومقرها هذا البلد ونحن اليوم ليس لدينا مكتب للدعوة, فالمملكة العربية السعودية هي مكتب الدعوة الإسلامية).
من جانبه أعرب معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عن شكره وتقديره لسمو أمين عام السياحة والآثار واصفاً سموه ب(رجل السياحة الأول) وأشاد بمنهجية الهيئة في تنظيم صناعة السياحة وفق عادات أهل البلاد وتقاليدهم، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس مجلس الهيئة. كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي لم يأل جهداً في تقديم الدعم المادي والمعنوي للجامعة.
وتتناول المذكرة التعاون في مجالات تنمية الموارد البشرية السياحية، تقنية المعلومات، الإعلام والعلاقات العامة، تنظيم الفعاليات السياحية والمعارض، الثقافة والتراث، السياحة والمجتمع، تطوير المناطق السياحية والاستثمار السياحي.
وتسعى الجهتان عبر مذكرة التعاون إلى تحقيق التكامل في تنمية الموارد البشرية الوطنية السياحية، وإعداد البرامج التدريبية والتأهيلية، وتنفيذها، والإشراف العلمي والمراجعة للحقائب التدريبية التأهيلية. وكذلك العمل المشترك لمواجهة المعوقات التي تعترض نمو قطاع التعليم والتدريب السياحي، وتوظيف برامج الدراسات العليا في بعض الأقسام العلمية في الجامعة لخدمة السياحة الوطنية. فضلاً عن تدريب طلاب الجامعة قبيل التخرج على بعض المهام في مختلف إدارات الهيئة لمدة فصل دراسي في بعض التخصصات (التدريب التعاوني).
ونصت أيضاً على الشراكة في مجال إعداد البحوث، والدراسات المسحية والتقويمية، والإحصائية التحليلية، وإعداد التقارير، وتصميم استبانات استطلاع الرأي فيما يتعلق بالمجالات السياحية، واستثمار مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) في الهيئة، وبرنامج السياحة والمجتمع كمصدر معلومات أساسي للباحثين والدارسين من الجامعة الراغبين في توجيه بحوثهم نحو المجالات السياحية، المرتبطة بالمجتمع وتوجيه طلاب الجامعة لذلك. علاوة على الاستفادة من الجامعة في مراجعة المواد العلمية، والمراجعة اللغوية والتحريرية، والترجمة الدقيقة إلى اللغات الحية، وتقويم المطبوعات السياحية. والاستفادة من خبرات الجامعة في التقييم العلمي والفني للطلبات المقدمة للاستفادة من برنامج المنح البحثية في مركز ماس.
وفيما يتعلق بالإعلام والعلاقات العامة يقوم الطرفان بتبادل الخبرة في مجال تدريب الإعلاميين، وإكسابهم المهارات والمعارف اللازمة للتعامل مع صناعة السياحة، وتقديم الاستشارات المتخصصة في مجال الإعلام السياحي، والإفادة من الجامعة في بث الوعي السياحي لدى شرائح مختلفة من المجتمع عن طريق نشر المعلومات السياحية وصور للمواقع السياحية المميزة في المملكة في صحيفة الجامعة، وإعداد أدلة سياحية، وكتيبات تعريفية، وتوزيع إصدارات الهيئة ومطبوعاتها على مستوى الجامعة وزوارها.