بعد الناشئين، ها هو منتخبنا للشباب يخفق في التأهل لنهائيات كأس العالم في مصر 2009م، وقبل أن نلوم مدرب وإدارة ولاعبي المنتخب علينا أن نعترف بأن الكرة السعودية متأزمة وتعاني الكثير..
لن يكتب لنا التطور طالما أن هناك أعضاء شرف وإداريين يمارسون الفوضى والتلاعب وشتم الناس بلا رقيب يردعهم أو حسيب يعاقبهم، وأنظمة ولوائح لا تحترم ويضرب بها عرض الحائط، واستثناءات وتسهيلات لأندية بعينها على حساب أخرى مغلوبة على أمرها، ومسؤولين في إدارات ولجان واتحادات غير قادرين على القيام بعملهم وتحمّل مسؤولياتهم، وأسماء استهلكت وأخرى تتكرر في أكثر من موقع مهم وكأن بلادنا ليست غنية بالطاقات البشرية الخبيرة والأكاديمية والمتخصصة في سائر المجالات المرتبطة بالشأن الرياضي..
ما يجري على الأرض وفي الملاعب وفي كثير من القرارات والتصرفات لا يليق بسمعة ومكانة وتاريخ الكرة السعودية، وبعيد تماماً عن أبسط أسس ومبادئ الاحتراف، وعن ضوابط وأهداف هيئة دوري المحترفين، وعن التحركات الدؤوبة والتطورات المتسارعة لدى غيرنا من الدول، وما يحدث الآن هو بالتأكيد نتاج طبيعي ومتوقع لخلل متنام وأخطاء متراكمة ظلت تدمر الكرة وتحبط آمال وطموحات الملايين من الجماهير السعودية.
مجدداً نحذّر ونكرر القول إننا في مأزق صعب يتطلب الخروج منه الإمعان والإلمام بواقعنا، وتغيير أسلوب ومستوى إدارة شؤوننا الكروية، وإيقاف نزيف التخبط وفوضى المجاملات.
أمير كالمطر
بقدر ما نتألم من وجود وتكاثر نماذج وأسماء وظواهر تسيء للوسط الرياضي وتشوّه صورة المنتمين إليه، فإن هنالك عقولاً وشخصيات وكوادر شكّلت لنفسها وللرياضة السعودية إضافة معرفية وإنسانية وإدارية يحتاجها المجتمع والوطن قبل الرياضة..
المتابع اليوم لأفكار وتحركات وتصريحات ومبادئ رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد سيجد أنه أمام فكر وعقل ونبل رجل مختلف، جاء في توقيته كما المطر بعد الجفاف والسنوات العجاف، والانفراج بعد الأزمات، والهدوء بعد الغوغاء، والحكمة بعد التهور.. يأتي إلينا ليرسم خطة الأمل ويزرع بذور الخير وزهور الحب واللباقة والاحترام في عز الأزمنة الرديئة، وفي حقول عانت من العبث والإفساد وقلة الأدب..!
هنيئاً لنا بالأمير عبد الرحمن، وللأندية السعودية برئيس بهكذا مواصفات نتطلع إليها، وشكراً للزعيم الكريم الذي اعتاد إهداء الوطن النبوغ والشموخ والفرح..
الوطنية أرقى وأسمى من مزايداتكم
ما المشكلة في أن يطرح في الإعلام أو على ألسنة الجماهير أسئلة مشروعة تتعلّق بمنتخب الوطن وباختيارات المدرب ناصر الجوهر..؟! لماذا الإصرار على عزل الجوهر وحمايته من أي نقد بحجة أنه مدرب مواطن في الوقت الذي كانت فيه سياط الإيذاء والشتم والتشكيك تجلد أعتى وألمع المدربين العالميين الذين مرّوا على الأخضر بالعشرات وتم طردهم دون أن نسمع سوى القليل من الإنصاف والدفاع عن تاريخهم أو على الأقل الإنصات واحترام وجهات نظرهم؟!
للأسف - وهذه حقيقة لا نستطيع إخفاءها - هنالك لغة سائدة تستخدم مفردة (الوطنية) لتمرير قناعاتها ورغباتها وفي نفس الوقت إقصاء كل مَن يخالفها.. وقد برزت واتضحت صورتها ومقاصدها بشكل كبير في المواقف المتناقضة من التشكيلة الأخيرة للأخضر، فإذا كان يحق لنا وللأهلاويين ولأي مشجع سعودي أن يتساءل عن سر عدم ضم النجمين محمد الدعيع ومحمد نور، وعن العقلية أو الآلية التي جعلت الكابتن ناصر يضم ستة من لاعبي الأهلي نصفهم من المصابين والنصف الآخر غير مؤهلين فنياً لدخول قائمة تستعد لمواجهة أصعب وأخطر المنتخبات الآسيوية (منتخب كوريا الجنوبية)، مقابل عدم الاستعانة بأي نجم نصراوي غير الحارس الاحتياطي كميل الوباري، ولأن الفارق في النجوم والمستوى والنتائج يميل لفائدة النصر (الثالث) مقارنة بالأهلي (السابع).. فإن هذا التساؤل بمنطقية مضامينه لا تجوز مصادرته أو رفضه بتفسيرات وهمية ومزايدات مكشوفة تحت شعار الوطنية الذي ظهر فجأة لصرف الأنظار عن مخطط استباقي يرى الأهلاويون أن من واجبهم التعامل معه بالطريقة التي تحفظ لهم حقوقهم في البطولة الخليجية، وهو تساؤل مشروع للأهلي وللجميع لا يتعارض مع بديهية حب منتخب الوطن والانتماء إليه، تماماً مثلما تكرر من النصراويين كثيراً في السنوات الماضية ومع الجوهر نفسه..!!
كفاكم مزايدات وادعاءات بأنكم تحبون الوطن أكثر من غيركم، وأنتم أول من شكك بإنجازاته ونجومه، نسيتم حروبكم السخيفة ضد عميد لاعبي العالم محمد الدعيع وقائد الأخضر آنذاك سامي الجابر وأخيراً ياسر القحطاني، تجاهلتم دعم وإسهام وتضحيات الهلال ثم الشباب والأهلي وعدد آخر من الأندية من أجل المنتخبات الوطنية وفي بطولات محلية وخارجية، ورغم هذا كله لن نقبل أن يأتي أحد من هؤلاء ليتباهى بأنه المحب الأوحد والأكبر للأخضر..
***
* جميل أن تُقام دورة لإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية، للعمل في مجال الاستثمار الرياضي، لكن الأجمل والأفضل أن تبدأ إدارة الاستثمار والخصخصة في الرئاسة أولاً بتطوير نفسها..
* التحكيم الآسيوي تجسيد صريح لضعف وضياع الكرة الآسيوية وتخلفها عن بقية القارات..
* من حق المدرب أولاريو كوزمين أن يدلي برأيه ويعبر عن استيائه مما تعرض له في مباراة فريقه أمام الوحدة..
* حينما يلعب العميد تشعر أنك أمام فريق جاد بأدائه وجدير باحترامه ومؤهل أكثر من غيره لتحقيق طموحاته..
* الكارثة ليست في إخفاء القيمة الحقيقية لعقد محمد نور وإنما في تأييد ومباركة بعض الأقلام لهذا التوجه حتى لا يكون سبباً في التشويش والمطالبات من زملائه اللاعبين..!
* وما الذي جعل الإدارة الاتحادية محرجة ومضطرة لعدم إعلان مبالغ يستحقها نجم بحجم وإمكانات محمد نور؟!
* الحضور الكثيف والتفاعل الجماهيري ماركة مسجّلة باسم النصر وينفرد بها عن بقية الأندية..