لماذا تحول فوز باراك أوباما إلى احتفالية عالمية، شارك فيها الناس في قارات العالم من اليابان إلى كينيا إلى دول إفريقية وأوروبية ولاتينية، وقبل كل ذلك السرور الطاغي الذي عبرت عنه شريحة واسعة من الأمريكيين جمهوريين وديمقراطيين؟.
التفسير الواضح لهذه الاحتفالية، وهذه الشعبية الجارفة هو أن الناس عاشت ولا تزال تعيش كابوساً ثقيلاً في ظل الحكومة الأمريكية الحالية، ومجيء رئيس جديد يحمل الحلم بالأمن والاستقرار للعالم الذي أثقلته الحروب الموجهة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأمر آخر أن انتخاب أوباما وفوزه قدم للناس أنموذجاً إيجابياً لما يمكن أن ينتج عن المثابرة والكفاح والإصرار على تحقيق الأمل، فهذا هو من أقلية عرقية كانت مضطهدة إلى الستينيات الميلادية ينجح في قلب الموازين ليصبح رئيس أقوى دولة في العالم.
نجاح أوباما فتح المجال للكثيرين في تحقيق أمانيهم وأوضح باب العنصري تلاشت بقبول أكبر دولة في العالم رغم تاريخها العنصري البغيض بأن يجلس على سدة الحكم فيها رئيس ينتمي إلى العرق الإفريقي.
مع انتخاب أوباما يدخل التاريخ مرحلة جديدة فيها الكثير من العبء، وفيها الدليل الواضح على أن الإنسانية تسير نحو الانفتاح السلمي متجاوزة عقدة اللون والعرق واختلاف الثقافات.