تستعد مدينة القيروان (160 كلم جنوب العاصمة تونس) لاستقبال ضيوفها بمناسبة اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009م. ويتضمن برنامج الاحتفال الأولي مهرجانات وندوات دولية ومعارض ومسابقات وعروضاً مسرحية وسينمائية وأفلاماً وثائقية وأمسيات شعرية، إضافة إلى دورات تدريبية في عدد من الفنون وأخرى لترميم المخطوطات وصيانتها.
وينتظر تنظيم ندوة حول دور التربية في تعزيز قيم الحوار في الإسلام في المناهج التعليمية وملتقى دولي حول إسهامات علماء القيروان في التراث التربوي الإسلامي. كما يتوقع إقامة مهرجان للإنشاد الصوفي ومهرجان للأزياء والفولكلور الإسلامي ومعارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الإسلامية.
ويذكر هنا أن تاريخ القيروان وهي إحدى أقدم المدن الإسلامية يعود إلى عام 50 هجرياً عندما أنشأها عقبة ابن نافع حيث كان هدفه أن يستقر بها المسلمون؛ وبذلك كان بناؤها بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي. وتذكر كتب التاريخ أن عاصمة الأغالبة كانت تقوم بدورين مهمين هما الجهاد والدعوة؛ ففي حين كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح، كان الفقهاء ينطلقون منها لنشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتعليم أصول اللغة العربية.