سنغافورة - (رويترز)
عزّزت دلائل ضعف الاقتصاد الصيني والبيانات الضعيفة من أستراليا وبريطانيا وتوقعات مظلمة لنتائج الشركات في الولايات المتحدة من مخاوف كساد عالمي طويل أمس الثلاثاء. ونزل معدل التضخم في الصين إلى أقل مستوى منذ 17 شهراً ليصل إلى أربعة في المئة في أكتوبر - تشرين الأول بينما يتوقّع أن تشير أرقام التجارة لتباطؤ الواردات في مؤشر على تباطؤ الاقتصاد مما يضعف الآمال بأن يساعد النمو في الصين في تخفيف آثار التباطؤ العالمي. وقال تشانج يونج جون الاقتصادي بمؤسسة حكومية في بكين عقب صدور بيانات التضخم (إنها تبين أن الاقتصاد الصيني يشهد تباطؤاً حاداً، إذ يتراجع الإنتاج وكذلك الطلب). وغلفت القتامة الأسواق من جديد وباع مستثمرون اسهما في اليابان وأستراليا وهونج كونج بعدما استبد بهم القلق نتيجة تدهور توقعات نتائج شركات أمريكية بداية من جولدمان ساكس إلى ستاربكس. وانهت التوقعات بتأثير الكساد على الأرباح موجة التفاؤل التي سادت أمس إثر إعلان الصين في مطلع الأسبوع عن برنامج تحفيز اقتصادي بقيمة 600 مليار دولار.
وحذر بعض الاقتصاديين من أن الأزمة الحالية قد تضارع أزمة عام 1981 - 1982م.
وقال مات باكلاند من سي.ام.سي ماركتس في لندن (الأنباء المقلقة عن شركات الولايات المتحدة إلى جانب تلميحات بأن الكساد سيكون أطول وأعمق مما كان يعتقد من قبل تؤدي لتفاقم الاتجاه النزولي.( فقد تراجع سهم جنرال موتورز لأدنى مستوى منذ 62 عاماً وحذّر المحلّلون من أن بنك جولدمان ساكس قد يسجّل خسارة ربع سنوية لأول مرة في تاريخه. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس المنتخب باراك اوباما حث الرئيس جورج بوش على تأييد تقديم مساعدة طارئة فورية لشركات صناعة السيارات في أول اجتماع بين الاثنين في البيت الأبيض عقب انتخاب اوباما.
وأمس الاثنين تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مزيد من الدعم لشركة التأمين ايه.آي.جي وزيادة قيمة خطة الإنقاذ الممنوحة لها من 27 مليارا إلى 150 مليار دولار مع تخفيف الاشتراطات التي تتضمنها.
وبرزت هشاشة ثقة المستهلكين في اأكبر اقتصاد في العالم مع تقدم سيركيت سيتي ستورز بدعوى إفلاس أمس الاثنين لتكون أكبر شركة تجزئة تتخذ هذا الإجراء بعد كيه - مارت في عام 2002م.
وتحولت الأزمة المالية التي بدأت العام الماضي بجفاف معين القروض المصرفية في مواجهة خسائر ضخمة من سوق الإسكان في الولايات المتحدة إلى تراجع واسع النطاق في الدول النامية وامتد التأثير لقوة جديدة مثل الصين. وأظهر مسح لظروف قطاع الأعمال أجراه بنك أستراليا الوطني أن الثقة تدنت لأقل مستوياتها مما عزّز التوقعات بأن البلاد في سبيلها لتشهد أول كساد منذ أوائل التسعينات. وفي اليابان انخفضت الصادرات نحو عشرة بالمئة في أول 20 يوماً من أكتوبر في دليل جديد على أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يقف على حافة حالة من الكساد.
وانخفضت أسواق الأسهم الآسيوية وفقد مؤشر نيكي الياباني ثلاثة في المئة ومؤشر الأسهم الأسترالية 3.6 في المئة. ويجتمع قادة الاقتصاديات العالمية الرئيسية في واشنطن يوم السبت لمناقشة حلول طويلة المدى للأزمة في أعقاب سلسلة من التحركات المنسقة بشأن أسعار الفائدة ولضخ أموال في البنوك في محاولة لمكافحة الأزمة المالية.