تتجه أنظار العالم إلى واشنطن يوم 15 من نوفمبر حيث تنعقد قمة العشرين وهي مجموعة الدول الأكثر تأثيرا بالاقتصاد العالمي في مرحلة تشهد حرجة يعيشها العالم فتداعيات الأزمة المالية لا تقف عند حد معين فمن إفلاس بنوك وشركات عملاقة إلى إفلاس دول وتبدو الدول الغربية التي كانت تتباهى دائما بتفوقها الاقتصادي ضعيفة الحجة لأنها السبب بالأزمة بكل معطياتها مما سيعطي بقية الدول النامية قدرة أكبر على إسماع صوتها بل فرض رأيها حول الحلول المقترحة، وتشارك المملكة بهذه القمة بثقل كبير يتمثل بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مما يعبر عن الالتزام الكبير الذي تمارسه المملكة دوما من خلال الدور الإيجابي بحماية الاقتصاد العالمي والدفع لنموه واستقراره فهي صاحبة الثقل السياسي بالعالم العربي والإسلامي وصاحبة الإنتاج والاحتياطي الأكبر للبترول في العالم وبالرغم من ذلك استثمرت المملكة قوتها بالجانب الذي يخدم العالم وسعت إلى خلق الاستقرار بالسوق البترولية وعقدت لأجل ذلك مؤتمر الطاقة الأخير بجدة وبسياستها المالية المتزنة استطاعت المملكة أن تقف في مكان القوة من خلال بناء احتياطات مالية كبيرة واتزان بالإنفاق وفتح باب الاستثمار لمشاريع محلية ومشتركة بمئات المليارات مما يدلل على تحول كبير نحو النمو المستدام وتنويع مصادر الدخل مما جعل المملكة محطة رئيسية لأغلب مسئولي الدول العظمى وهذا لا يدلل فقط على أننا بمنأى عن الأزمة بتأثيراتها المباشرة بل يعكس صحة الحالة الاقتصادية ونجاعة السياسة المتبعة لبناء اقتصاد قوي فلجوء الدول الكبرى لنا يعكس حالة الحاجة لدعمنا ليس من خلال ضخ استثمارات باقتصادياتها أو دعم للصناديق الدولية الرسمية بل لأخذ دور أكبر بقرارات دولية تسهم بحلحلة المشاكل التي تعتري الاقتصاد الغربي تحديدا، إن الدول الغربية اليوم تظهر ضعفا بحجتها عند تقديم النصائح كما كان يحدث بالسابق وقيادتها لتوجهات الاقتصاد العالمي أصبحت تسير كالبطة العرجاء.
فلا يمكن اليوم القول أنها أزمة وتعدي والدليل تحركات الدول الكبرى ذاتها باتجاهنا فتلك الاقتصاديات شاخت بينما تبرز القوى الجديدة من منطقتنا إلى أقصى الشرق كلاعب رئيسي بالمستقبل وأمل العالم بعودة الحيوية للاقتصاد العالمي, فبناء القوة والحصول على مكانة دولية كبيرة ومرموقة لا يقاس بسنوات قليلة بل يحتاج لعقود ليظهر أثره ونحن كدولة نامية لا نقفز الحواجز بسرعة بل نسير باتجاه ذلك خطوة بخطوة وفي هذه القمة نقطف أولى ثمرات التخطيط البعيد المدى والصحيح التوجه بالرغم من كل التحديات التي لا يواجهها إلا المجدون الصابرون.