لم يستثمر أفراد منتخبنا الوطني للشباب فرصة استضافة نهائيات بطولة آسيا ويستغلوا ظروف الاستضافة وما يصاحبها من عوامل مساندة الأرض والجمهور و.. و.. و.. في خطف لقب البطولة أو أضعف الاحتمالات الحصول على بطاقة واحدة من (أربع!!) بطاقات مؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم للشباب وهو الهدف الأهم والطموح الأكبر..
لن أمارس جلد الذات مع المنتخب فمثل ما لدينا من طموح وأهداف.. المنتخبات الأخرى لديها نفس الشعور.. ومثل ما نعمل غيرنا يعمل ويبقى حسن التخطيط هو الفيصل..
لم يكن مستوى المنتخب الفني سيئاً في مباراته أمام المنتخب الإماراتي إلا أن ما يحز في النفس أن الأخطاء متشابهة على مستوى منتخباتنا المختلفة الأول والأولمبي والشباب والناشئين ضعف الخطوط الدفاعية.. اللعب الفردي.. والاستعراض المهاري البطيء في الاستلام والتسليم.. وهذه من أهم عيوب اللاعب السعودي التي لم يسع اتحاد الكرة إلى وضع الحلول الشافية المبنية على الخطط العلمية المدروسة وهذا ما يأمله كل محب للكرة السعودية في القريب العاجل لمعالجة وتلافي أوجه القصور بالتعاون مع الأندية مع الحرص على الاستفادة من المدارس المؤهلة والساحات الرياضية التي تم إنشاؤها من قِبل أمانات المدن لتكون مراكز تدريبية لا سيما وأن 20% من العوائد المالية لعقد الشركة الحصرية للنقل التلفزيوني مخصصة لقطاع الناشئين كما تحدث المسؤولون عن ذلك في حينه.
وقبل أن أختم مقالتي.. المستقبل يحمل الكثير من التطلعات وإذا كانت الكرة السعودية تعيش على مستوى الفئات السنية (محنة) عدم التأهل لنهائيات كأس العالم في السنوات المنصرمة فإن في ذلك (منحة) للمسؤولين للوقوف والتأمل فيما نحن فيه وما نعيشه من واقع لتصحيح الوضع والعودة إلى جادة العمل المثمر بعون الله وتوفيقه.. أخيراً ليس المهم التأهل وإنما الأهم أن نعرف موقعنا!! وأين نقف؟!!.
كوزمين والوقت الضائع!!
** هل كانت اللجان المعنية في اتحاد الكرة تنتظر أن يعقد السيد (كوزمين) مؤتمراً صحفياً لتقديم تحليل علمي يبيِّن أن دقائق اللعب الفعلية في مباريات المنافسات المحلية لا تزيد عن (40) دقيقة فقط!! في حين تصل دقائق اللعب في أوروبا إلى (60) دقيقة بفارق كبير جداً!! موضحاً (كوزمين) بالأرقام أن مباراة الهلال والنصر الأخيرة زمن المباراة (98) دقيقة بينما الوقت الفعلي لمدة اللعب (38) دقيقة!! ساعة كاملة المشاهد (ما شفش حاجة)!! (حاجة تخزي!!) وفي مباراة الفريقين الموسم الماضي ضمن مباريات كأس سمو ولي العهد الزمن الفعلي (40) دقيقة.. وفي مباراة فريقه أمام فريق الأهلي على كأس سمو ولي العهد الوقت الفعلي للعب (37) دقيقة فقط!! وأردف أن لديه أمثلة كثيرة لمباريات بعد أن تعاقد مع شركة متخصصة للتحليل الفني للمباريات المتعلقة بفريقه ومقارنتها بما يحدث في الدوريات المتقدمة في أوروبا.
نقطة لا بد لي من الإشارة إليها وهي أن جميع المباريات التي استشهد بها (كوزمين) قادها حكام من أوروبا وهذا يعني أن الخلل ليس في تهاون الحكام وإنما في ثقافة اللاعبين وثقافة الكسب غير المشروع بالتحايل والخداع!!
شخصياً لم تفاجئني معلومات كوزمين.. وما تحدث به ليس بالشيء الجديد ولدينا معشر الحكام معرفة ودراية بأسبابه ومسبباته ويبذل الحكام جهداً أثناء المباراة بالتنبيه والإنذار والطرد للقضاء على مسألة التحايل بإضاعة الوقت والتفنن في ذلك بتوجيه من مدربهم أحياناً ومن الإداريين أحايين أخرى.. ومن تلقاء أنفسهم بيد أن الجديد هو أن التشكيل الجديد لاتحاد الكرة وما تم استحداثه من لجان جديدة وأسماء جديدة لا تزال تعمل كما تعمل عقارب الساعة دون تجديد وبالتحديد (اللجنة الفنية وشؤون المدربين).. وقد سبق أن تحدثت عن إضاعة الوقت في المباريات وضرورة تدخل اللجنة الفنية في فرض عقوبات على اللاعبين الذين يتظاهرون بالإصابة عند التبديل وكذا حراس المرمى بكثرة سقوطهم المتكرر مستغلين عدم السماح باستمرار اللعب دون تواجد حارس المرمى.. وهذه ثغرة لا بد من معالجتها قانونياً من قِبل المجلس التشريعي الدولي (البورد).. وقد تقدمت باقتراح للمجلس يتضمن عدم السماح للحارس بالعلاج داخل الملعب على أن يسمح للحارس البديل بالدخول بديلاً عنه لحين يتم علاجه خارج الملعب ولمرة واحدة فقط يسمح له بالعودة مجدداً على ألا تقل مدة العلاج عن (5) دقائق.. وقد تلقيت منهم خطاب تقدير وأن الاقتراح سيتم إحالته للجنة المدربين لأخذ مرئياتهم مع العمل على إعداد توصية للاتحادات القارية.
تناتيف
** المدرب (كوزمين) لم يكن اعتراضه على إضاعة لاعبي فريق الوحدة للوقت بسبب اللعب غير النزيه.. إنما سبب الاعتراض في كون الوقت مبكراً من عمر المباراة.. وبهذا التصريح يتضح دور مدربي المنتخبات والأندية في تلقين اللاعبين فنون إضاعة الوقت في حالة تقدمهم في المباراة للكسب غير المشروع رغم تبرير ذلك بحجة قانون ال(فيفا) الذي ليس له في القانون مكان ولا ذكر.
** مطالبة رجال المال والأعمال بالتفاعل مع المشاركات الوطنية لمنتخباتنا الكروية من خلال الدعم المادي بشراء تذاكر المباريات وتقديمها للجماهير الرياضية لا بد أن يقابله مدّ جسور المودة وفتح أبواب التعاون بين الاتحادات الرياضية وبالذات اتحاد كرة القدم وتوجيهه الدعوات في المناسبات الرياضية الدولية والمحلية وهو تقدير معنوي ورابط حسي يربط بين الجهات الرياضية والشركات التجارية!!
** الإشارة التي أثارت غضب (كوزمين) وهي وضع أصبع اليد السبابة على الفم في إشارة إلى السكوت إذا كانت صدرت من الحكم فهي حركة مستغربة ولا يجب أن تصدر من الحكام حيث لا يمكن لحكم أن يقبل مثل هذه الحركة من لاعب أو مدرب وسيعاقبه بالبطاقة الصفراء.. ولهذا على الحكام أن يراعوا مكانتهم داخل المستطيل الأخضر.
** الإشارة إياها دائماً وأبداً ما نشاهدها في أعقاب تسجيل هدف من قِبل اللاعب تجاه جماهير النادي المنافس في تصرف غير أخلاقي ويتنافى مع الروح الرياضية ويجب القضاء عليها ومعاقبة مرتكبيها بالإنذار والتشديد على العقوبات من لجان الاتحاد المتخصصة.
** بعد أن تحدث مالك معاذ بقوله: (ارتاحوا لست مصاباً وجاهز طبياً) ماذا سيقول من شكك في ضمه للمنتخب ممن طغت عليهم لغة المؤامرات؟.. لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي يطالب فيه بعدم ضم لاعبين للمنتخب الوطني بدواعي استعدادات مشاركات الأندية.
** قد يكون من المقبول والمبرر لهذه (الضجة) حول عدد اللاعبين المختارين من الأهلي والنصر لو أن الفريقين سيلعبان النهائي دون لاعبي المنتخب.
إهداء
العاطفة عاصفة تطفئ مصباح العقل!!
