الموت مر.. أسى.. حزن.. علقم.. وفي العرف الشرعي هو هادم اللذات ومفرق الجماعات..
الموت قضاء الخالق وقدره..
الموت لا نعلم له موعداً.. كي نستعد له..
وما من استعداد للموت بل خوف وخشية ورهبة..
الموت غيّب الله وقته كي نكون على أهبة الاستعداد..
الموت مرة أخرى مر لاذع.. حتى وقعت على رواية (أرض اليمبوس) للأديب الأردني (إلياس فركوح) جاء فيها:
(هل نرش على الموت سكراً؛ ليحلى؟)
خيال رائع وأمنية ذكية لكنها لا تصح واقعاً..
وغير مستساغ عقلاً..
الملح يستخدم على الأطعمة كي يقيها من العفن.. السكر يجلب النمل..
إذاً كيف يحلى الموت عند رش السكر عليه..!!؟
(إلياس) فركوح لم يعني الحلى الطبيعي.. هو يدرك قسوة الموت وصعوبة تجرعه ممن على وشك الموت.. أو تقبل موت عزيز وغالٍ علينا.. فكيف نفعل كي تخف حدة مرارة الموت.. الروائي تخيل السكر لأنه حلو.. الموت غير محسوس وهو ينتزع الروح من الجسد..
روح الكائن الحي لا ترى لذا يبقى الجسد مسجى على الأرض بعد الموت لا حراك فيه.. ينتظر من يرفعه عن الأرض.. يغسله.. يكفنه.. يصلي عليه..
ثم يوارى في قبره..
جسد الفرد كان يأتي بالحركة.. الاغتسال.. الصلاة.. وبكافة الأفعال.. فإذا خرجت منه روح لا تُرى فقد القدرة على فعل كل شيء.. وفقد الإحساس بأي شيء.. فلو سكبنا على الجسد السكر هل سيصحو الميت من رقدة الموت..!!؟
الروائي يقول: هل نرش على الموت السكر ليحلى؟ ولم يقل الجسد أو الروح.. لماذا؟
لأن الموت هو من ينتزع من الجسد الروح فيصبح صاحب الجسد ميتاً..
فمن يتمكن من قبض الموت كي يرش عليه سكراً..!!
الموت قضاء الله ولن يقبض أبداً..
نعم.. منّ الله على الأطباء بنعمة مكافحة المرض وتتبع مسالكه ثم محاولة القضاء عليه ولكن ليس بإمكان الإنسان القضاء على مرض ابتلي به شخص والله قد قضى أن (يموت) بسبب المرض..
فكرة رش السكر على الموت ليحلى تأخذنا إلى أبعاد كثيرة منها تقبل الموت؛ لأنه قضاء الله وقدره وتقبله رضا يكون شيء من الحلى.. لأن المر إن شربته مستشعراً مرارته لن يمر إلى المعدة وإذا طردت من ذهنك المرارة عبر..
فماذا لو تخيلناه عسلاً...!!؟
ص.ب 10919 - الدمام 31443
happyleo2007@hotmail.com