الكويت - الجزيرة
كشف تقرير حديث عن تراجع أرباح شركات الأسمنت المدرجة في أسواق دول مجلس التعاون بنسبة 15% لتصل إلى 1.46 مليار دولار في التسعة أشهر الأولى من 2008 وقال التقرير الذي يصدره بيت الاستثمار العالمي (جلوبل): إذا استبعدنا شركات الأسمنت المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، والتي تعد من الشركات المتعاملة في تجارة الأسمنت أكثر من كونها مُنتجة له، فسيصل معدّل انخفاض ربحية شركات الأسمنت إلى 6%. وتمثلت الدول الخليجية التي أدّت إلى هذه الاضطرابات في الكويت والإمارات اللتين انخفضت ربحية شركات الأسمنت فيهما إلى 74 و15% في حين وضعت شركات الاسمنت في قطر وعُمان حدّا لهذا الانخفاض وارتفعت ربحيتهما بنسبة 37 و11% على التوالي.
ووفقا للتقرير فان الارتفاع المتزايد في أسعار الكلنكر المستّورد وكذلك الزيادة المطَّردة في أسعار الوقود مثل فحم جنوب أفريقيا كانا سببا في عرقلة نمو ربحية شركات الأسمنت في المنطقة كما أن معظم شركات الأسمنت في المنطقة لا تمتلك طاقات كافية من الكلنكر ولكنّها تمتلك طاقة أكبر لطحن الأسمنت والتي بدورها تدفعها إلى استيراد المزيد من الأسمنت لتلبية احتياجاتها منه مما يؤثّر بالتالي على هامش ربحيتها.
أما السبب الرئيسي الآخر في انخفاض ربحية شركات الأسمنت فهي الخسائر الاستثمارية التي تكبّدتها شركات الأسمنت الإماراتية والكويتية. وتمتلك شركات الأسمنت بدول المجلس استثمارات ضخمة في البورصات وفي ظل الركود الذي شهدته مؤخرا أسواق الأسهم، انحسرت أيضا قيمة استثماراتها مما أدّى إلى تراجع صافي دخلها.
وأضاف التقرير: سجّلت ربحية قطاع الأسمنت القطري الارتفاع الأكبر، حيث شهدت نموا بنسبة 37 % لتصل إلى 101 مليون دولار أمريكي. ويبلغ عدد شركات الأسمنت المدرجة في السوق القطري شركتين وهما شركة قطر الوطنية لصناعة الأسمنت، وشركة الخليج القابضة. وأضافت شركة الخليج القابضة خطاً إنتاجياً جديداً مما رفع من إيراداتها وصولا إلى أرباحها، في حين ساعدت الإيرادات غير الأساسية لشركة قطر الوطنية لصناعة الأسمنت على زيادة ربحيتها التي ارتفعت بنسبة 31% تبعه قطاع الأسمنت العُماني بمعدّل ربحية بلغ 11% في التسعة أشهر الأولى من العام 2008 بالمقارنة مع 13% في العام 2007.
وشهدت شركة أسمنت عُمان انخفاضا في إيراداتها بسبب زيادة التكاليف بينما شهدت شركة ريسوت للأسمنت ارتفاعا بنسبة 33% في ربحيتها بفضل زيادة إيراداتها.
وأفاد التقرير بأن المملكة استحوذت على المركز الثالث من ناحية انخفاض معدّل ربحية قطاع الأسمنت؛ حيث شهدت انخفاضا بنسبة 7 % في التسعة شهور الأولى من العام 2008 لتصل إلى 873 مليون دولار أمريكي بالمقارنة مع 940 مليون دولار أمريكي في التسعة شهور الأولى من العام 2007. ويعزى انخفاض ربحية شركات الأسمنت السعودية إلى تراجع حجم مبيعاتها نظرا للحظر الذي فُرض مؤخرا على صادرات الأسمنت في شهر يونيو الماضي وشهدت جميع شركات الأسمنت السعودية انخفاضا في إيراداتها باستثناء شركتين هما: شركة أسمنت القصيم وشركة أسمنت المنطقة الجنوبية. ونمت ربحية شركتي أسمنت القصيم وأسمنت المنطقة الجنوبية بفضل ارتفاع إيراداتهما من أنشطتهما الأساسية.
وشهدت شركتان من أصل تسع شركات مدرجة في السوق الإماراتي نموا في ربحيتهما في حين مُنيت الشركات المتبقية بانخفاض في صافي دخلها للتسعة أشهر الأولى من العام 2008.
وعموما، تراجعت ربحية قطاع الأسمنت الإماراتي بنسبة 15% لتصل إلى 327 مليون دولار أمريكي بالمقارنة مع 385 مليون دولار في التسعة شهور الأولى من العام 2007. وشهد النمو الأكبر في ربحية الشركة الوطنية للأسمنت بفضل الدعم الكبير الذي حصلت عليه الشركة من إيراداتها غير الأساسية. وشكّلت الإيرادات الأساسية التي تندرج ضمن بند الإيرادات الأخرى وإيرادات الاستثمار أكثر من 60% من الإيرادات الإجمالية للشركة.
ومن ناحية أخرى، شهدت شركة أركان نموا بنسبة 11% لتصل ربحيتها إلى 159 مليون درهم إماراتي في التسعة شهور الأولى من العام 2008م.
وتمتلك الكويت ثلاث شركة أسمنت مدرجة في السوق الكويتي وقد شهدت جميعها تقريبا انخفاضا في ربحيتها وكانت هذه الشركات أكبر ثلاث شركات من حيث الانخفاض في معدّل الربحية حتى إن إحداهم قد انتهت بخسارة في التسعة شهور الأولى من العام 2008م.
وعلى الرغم من أنّ التقرير المالي المُفصّل لهذه الشركات عن الأشهر التسعة الأولى من هذا العام لم يصدر بعد يبدو أنّ تكاليف هذه الشركات قد تجاوزت إيراداتها.
وأضاف التقرير: بشكل عام لازال قطاع الأسمنت الخليجي يواصل أداؤه الإيجابي. ووفقا لتقرير مجلة MEED أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي عن اعتزامها تنفيذ مشاريع عقارية تتجاوز 2.5 تريليون دولار. مع الأخذ في الاعتبار الضائقة الائتمانية والقيود النقدية، فإذا خصمنا من قيمة هذه المشاريع أكثر من 50% سيظل هناك طلب كبير على الأسمنت وهو ما سيصب في مصلحة شركات الاسمنت الخليجية.