في جلسة هادئة ضمت مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال والصحافة جرى التداول بالواقع السياسي، وتركز الحديث حول الحدث الكبير والأهم في المرحلة الراهنة، والمتمثل بمؤتمر حوار الأديان المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمين العام للأمم المتحدة بان كي -مون.
الحديث تشعّب وجرت نقاشات حوله، وكانت رؤية موحدة بأن هذا المؤتمر هو حدث كبير سيكون محطة من محطات التاريخ الحديث.
وقد لفتني كلام الصديق الكبير الدكتور ناصر الرشيد، وهو للعلم يملك مكتب الرشيد للهندسة، وهو من الرجالات المميزين في المملكة العربية السعودية لسعة أفقه وإلمامه الواسع بالعلم والثقافة والهندسة، وهو صديق حميم للشهيد الرئيس رفيق الحريري، قال الدكتور ناصر الرشيد، إنّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يستحق وبجدارة جائزة نوبل للسلام.
هذا الاقتراح تم طرحه سابقاً في جريدة الجزيرة السعودية، ومن رئيس تحريرها الزميل الأستاذ خالد المالك.
وفعلاً هذا الأمر هو جدير بالاهتمام ويجب أن يتم لأسباب شرحها الدكتور ناصر الرشيد وهي:
- أولاً: المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة بيروت والتي لاقت ترحيباً دولياً كاملاً وهي ببساطة تتركز على بند أساسي يقول، السلام الشامل والكامل مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بالكامل.
في ذلك الوقت كان إطلاق مثل هذه المبادرة يتطلب الجرأة والشجاعة إضافة إلى أنها تمثل أرقى أشكال الدعوة إلى السلام القائم على العدل والحق.
واليوم وبعد مرور ست سنوات لا تزال هذه المبادرة الوحيدة القابلة للتطبيق.
- ثانياً: على الصعيد الفلسطيني، استطاع خادم الحرمين الشريفين بحكمته وصدقه أن يجمع في مكة المكرمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، وتم الاتفاق حينها على إعادة الكلمة إلى الصف الفلسطيني بما عرف (باتفاق مكة) والمملكة العربية السعودية كانت ولاتزال على مسافة واحدة من الفريقين، همها الأوحد وحدة الفلسطينيين، ولا يستطيع أحد أن يقول إن المملكة منحازة لطرف من دون الآخر.
- ثالثاً: اتفاق الصومال، حيث جمع خادم الحرمين الشريفين جميع الفرقاء المتقاتلة مع السلطة في مكة المكرمة، وتوصل الجميع إلى عقد أتفاق مصالحة، ولكن للأسف الظروف والتدخلات حالت دون تنفيذ الاتفاق.
- رابعاً: اتفاق العراق، وكذلك جمع خادم الحرمين الشريفين جميع الأطراف المتقاتلة وبوجود الحكومة، ونتج عن ذلك توقيع اتفاق لسلام العراق، ولكن بكل أسف فإن الضغوط والتي هي في معظمها خارجية حالت دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
- خامساً: اتفاق الباكستان، حيث كان من نتيجته تهدئة الأوضاع في هذا البلد الإسلامي الكبير، إضافة إلى حماية رئيس باكستان السابق برويز مشرّف منعاً لإعادة التوترات الحادة.
- سادساً: أولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اهتماماً خاصاً للبنان، وقد عمل على منع الفتنة في أرجائه، ووجه دعوات إلى جميع الأطراف السياسية، إضافة إلى تحركات المسؤولين السعوديين، وفي الإتجاهات كافة، وليس سراً على الإطلاق أن المملكة تبذل كل الجهود لتوافق اللبنانيين، وهي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
كل هذه الجهود الجبّارة تلازمت مع تحركات واسعة قام بها خادم الحرمين الشريفين لتحقيق هدف السلام، جال العالم من الصين إلى الهند وروسيا وأوروبا وصولاً إلى أمريكا من أجل السلام.
أما فيما يختص بالإنجازات الداخلية والتنموية في المملكة العربية السعودية، فالمشاريع التي دشنها ومازال يدشنها خادم الحرمين الشريفين في جميع أطراف المملكة من أقصى شرقها إلى أقصى غربها وشمالها وجنوبها فهي لا تخفي على أحد، وسينصف التاريخ الملك عبدالله حفظه الله آجلاً أم عاجلاً.
وتجري هنا الإشارة إلى أنني استأذنت الدكتور ناصر الرشيد لأكتب ما سمعته منه أمام مجموعة من الصحافيين والسياسيين ورجال الأعمال في أحد فنادق بيروت.
كما أرجو أن يصل هذا الكلام إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ليتمعن بأبعاده، كما أرجو أن يصل هذا الكلام للجنة نوبل السويدية وهي صاحبة القرار بمنح الجوائز.. وأكاد أجزم أن الأمين العام للأمم المتحدة ولجنة نوبل مقتنعان بأهمية منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جائزة نوبل للسلام لهذا العام، لما يشكل هذا الأمر من دلالات.. وجلالته يستحقها بجدارة.
(*) رئيس تحرير جريدة الشرق اللبنانية
نشرت بجريدة الشرق اللبنانية بتاريخ 14-11-2008