«الجزيرة»- الرياض
استثمرت وزارة التعليم العالي أكثر من 35 مليار ريال في إنشاء المدن الجامعية الجديدة وبرامج الإبتعاث ومراكز التميز البحثي والجمعيات العلمية وتنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس وذلك في نطاق جهود الوزارة لدعم الجامعات لرفع كفاءة مخرجات التعليم العالي وتطوير برامجها وذلك من خلال قيام الوزارة بالعديد من المبادرات لدعم العمل الأكاديمي في الجامعات السعودية.فقد عملت الوزارة على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة لتوطين التعليم العالي بتنفيذ مدن جامعية للجامعات الجديدة في تبوك والجوف وحائل وجازان ونجران والباحة والحدود الشمالية وتشجيع الجامعات على الاهتمام بنشاط البحث العلمي والتطوير حيث بادرت الوزارة بمشروع (مراكز التميز البحثي) في الجامعات وقامت خلال المرحلة الأولى للمشروع بدعم إنشاء (13) مركزاً بحثياً في عدد من الجامعات بتكلفة (550) مليون ريال.
كما عملت الوزارة على دعم نشر تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي بما يتوافق مع معايير الجودة وتوسيع الطاقة الاستيعابية فيها من خلال تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
واهتمت الوزارة بتنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس في جامعات المملكة من خلال تطوير قدراتهم عن طريق عقد العديد من الدورات والبرامج التدريبية.
وكمبادرة تحفيزية للطلاب المتميزين في الجامعات السعودية نفذت الوزارة (برنامج وزارة التعليم العالي الصيفي لرعاية الطلاب المتميزين في الجامعات السعودية) والذي يهدف إلى مد جسور التواصل العلمي والثقافي بين شريحة متميزة من طلاب الجامعات السعودية والبيئات الأكاديمية في الخارج بما ينمي الرغبة في الانتماء الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي ويهيىء الفرصة للطلاب المتميزين في الجامعات السعودية لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم بما يعود بالنفع على المواقع التي سيتولون قيادتها مستقبلاً.
وبدأت وزارة التعليم العالي خلال العامين الماضيين بمشروع إنشاء (مقار) الجمعيات العلمية في جامعات المملكة، حيث يتم عمل تقييم لكل جامعة من حيث عدد الجمعيات العلمية، وهو مشروع ضخم يهدف إلى القضاء على الصعوبات المالية التي تواجه الجمعيات لتقوم بدورها العلمي والبحثي على أكمل وجه.
وفي نطاق الدعم الذي تقدمه وزارة التعليم العالي للجامعات وبعد الرفع للمقام السامي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على تحمل الدولة تكاليف الدراسة الخاصة ببرنامج التعليم الموازي في الجامعات بالمملكة.
وضمن المبادرات التي تقدمها الوزارة للتنافس بين الجامعات بغرض خدمة المجتمع اعتمد معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري نتائج المشروعات الفائزة في مشروع (تطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي في الجامعات السعودية) وفازت فيه 9 جامعات بما مجموعه 56 برنامجاً إرشادياً والمقرر لها 15 مليون ريال الذي يبدأ تنفيذه مع بداية العام الجامعي 1429-1430هـ.
وحرصاً من الوزارة على سد احتياجات الجامعات من الكفاءات المؤهلة وتلبية احتياجات سوق العمل نفذت الوزارة برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي الذي رصد له مبلغ 10 مليارات ريال حيث يتم ابتعاث الطلاب السعوديين إلى أفضل الجامعات العالمية وأكثرها تقدماً في أمريكا، كندا، دول أوروبا، استراليا، نيوزيلندا، اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، سنغافورة، الهند، ماليزيا، لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراة، الزمالة الطبية.
ولأن الجودة تشكل عاملاً مهماً يسير جنباً إلى جنب مع التوسع في التعليم الجامعي فقد تعاملت وزارة التعليم العالي مع قضية الجودة من بعدين مهمين هما رفع الكفاءة الداخلية للجامعات عن طريق ضمان جودة مدخلات التعليم الجامعي، وتم ذلك بإنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي عام 1421هـ.أما البعد الآخر للجودة فيتمثل في رفع الكفاءة الخارجية للجامعات عن طريق ضبط المخرجات والتحقق من جودتها، وتم ذلك بإنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي عام 1424هـ لتكون الجهة المسؤولة عن شؤون الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي فوق الثانوي.