Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/11/2008 G Issue 13201
الاربعاء 21 ذو القعدة 1429   العدد  13201
إنصاف المرأة
د. عفاف بنت عبدالله بن محمد الجبير

كرم الإسلام المرأة وحفظ حقها فالنساء شقائق الرجال والمرأة شريك أساسي ومكمل للرجل في البناء والتقدم والأسرة لا تقوم إلا بتعاون الزوجين معاً وكثير من الأعمال المهمة في المجتمع والخاصة بالمرأة لا يمكن أن يقوم بها إلا النساء مثل بعض الأمور الطبية والتعليمية التي تخص المرأة ومنذ القدم المرأة تشارك في كثير من الأعمال التي يحتاجها المجتمع في وقتها وبعد التطور الكبير للمجتمع أصبحت مجالات العمل المتاحة للمرأة أكثر بين تعليم وطب لأن المرأة السعودية أدركت منذ القدم دورها في بناء المجتمع السعودي مع تحقيق الكسب الذي ينفعها ويقيها ذل السؤال.

فقد أثبتت المرأة السعودية كفاءتها عبر نجاحها في كثير من الأعمال والإنجازات وحصولها على الشهادات وذلك بفضل الدعم الكبير من دولتنا حفظها الله، فبالأمس وضع خادم الحرمين الشريفين (حجر الأساس) لجامعة خاصة بالنساء اختار لها اسم إحدى النساء الرائدات التي كان لها دور في مرحلة تأسيس الوطن ليعرف الأجيال هذه المرأة الحكيمة رحمها الله ويقتدوا بها ويعلموا أن قادة الوطن تكرم المرأة كما تكرم الرجل.

وتتوالى المنح الخاصة بالمرأة فقد صدر التوجيه في جلسة مجلس الوزراء ظهر يوم الاثنين الخامس من شهر ذي القعدة بالتالي:

1- حفظ حقوق المرأة وتعزيز دورها في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية السمحاء.

2- صدور الأمر الكريم من قائدنا بصون حقوق المرأة في المؤسسات القضائية.

3- تطبيق الإجراءات التي تضمن معالجة أي مماطلة تمس حقوقها.

4- منع أي عنف قد تتعرض له.

5- العمل على زيادة وعي المرأة بحقوقها.

كل تلك التوجيهات تمت في جلسة واحدة أنصف فيها القائد نساء الوطن لأنه عطاء ملك وإنصاف ملك في إطار شريعتنا السمحاء إضافة لما حظيت به المرأة من اهتمام كبير بتوفير فرص التعليم والعمل.

جدير بنا نحن نساء الوطن أن نقابل العطاء الأبوي من قائدنا بالعطاء والوفاء بالوفاء فإن المجد لا يتحقق إلا بالاجتهاد والمثابرة، والنجاح يحتاج إلى التفاني والإصرار.

فمن هي المرأة؟

- المرأة هي الأم.. منبع الحب ونهر الحنان الأم التي تنجب وتربي الأجيال، الأم التي تنجب العظماء وتربي العظماء تربي المعلم والعالم والوزير والملك الأم التي تحرص على صلاح أسرتها لإدراكها أن صلاح الأسرة صلاح للمجتمع وبالتالي صلاح الأمة كلها. فالأم التي تهز سرير طفلها قادرة أن تهز العالم بيدها الأخرى عندما تستثمر دورها وتؤدي رسالتها في تربية أبنائها، الأم الحريصة على إضفاء جو من المحبة والود في بيتها وبين أولادها وبناتها، الأم التي تحرص على ترسيخ حب الله لدى أبنائها فتعلمهم الحب السامي لله ورسوله والمؤمنين والوطن وقادته وعلمائه، الأم التي تعودهم الصلاة والخير.. الأم التي تدفع أبنائها للنجاح الأم التي تتحمل المشاق وتحرم نفسها دفء الفراش لتؤثر الأبناء وتربيتهم وتكون معهم، لأنها تدرك ما يواجههم من جيوش شرسة من الملهيات والمفسدات إن لم تساعدهم في مواجهتها حصل الضياع، الأم التي تعين فلذات أكبادها وتشجعهم على حفظ القرآن والتعلق بالآخرة كما تعينهم على طلب العلم والحرص عليه، الأم التي ترشد أبنائها وتوجههم للابتعاد عن المسابقات والبرامج الهابطة، الأم المستفيدة من تجارب الآخرين، الأم التي تشجع على القراءة ومصاحبة الكتب، وتغرس فيهم الطموح وعلو الهمة، الأم التي تعود بناتها على الحجاب الشرعي، الأم التي لا تضيع وقتها بين دور الأزياء ومحلات التجميل، الأم التي تعلم بناتها أن الجمال والزينة في الأدب والعلم والثقافة، الأم التي تعلم أبناءها التواضع وخفض الصوت، وأدب الحوار والنقاش، وآداب الزيارة والاستئذان والسلام واستقبال الضيوف، الأم التي تعلم أبناءها ثقافة الاعتذار، الأم التي تعلم أبناءها وتشجعهم على الإحسان للغير وبذل النفس والصدقة، والصلة، والبر، الأم التي تعلم بناتها فنون الطبخ وإدارة المنزل وتربية الأبناء والاهتمام بالزوج، المرأة التي تراقب سلوكها لتكون قدوة لهم، الأم التي تستقبل أبناءها بالدعاء وتودعهم به، الأم الصابرة المجاهدة المحتسبة للأجر، الأم التي تعطي دون حدود وتعمل دون كلل أو ملل وبلا أجر لأنها تعلم أنها في عبادة وأن الثمرة صلاح الأبناء وبرهم ونفعهم لها ولمجتمعهم، الأم التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: أمك ثم أمك ثم أمك.

- المرأة هي المعلمة والمربية.. صاحبة الرسالة العظيمة والمشاركة في التربية والتعليم لبنات المسلمين بنات الوطن الغالي، المعلمة التي تراقب الله في عملها وتحرص على نفع بنات المسلمين وتعليمهم وتربيتهم، التي تنمي لدى طالباتها التفكير، التي تتحلى بالصبر والحلم والأمانة والعدل، المتميزة برحابة الصدر والرفق مستعينة بالله ليقينها بأنها تربي بنات المسلمين وأمهات الأجيال القادمة اللذين في صلاحهم خير الأمة حاضراً ومستقبلاً متحملة من أجل ذلك الكثير.

- المرأة هي البنت: التي أوصت تعاليم ديننا بالعناية بها وتربيتها وتأديبها وتعليمها ما ينفعها وقد جاء في الحديث أن من ربى ابنتين فأحسن إليهما ضمنت له الجنة.

والبنات هن الجيل الواعد أمل المستقبل وأمهات الأجيال وحاملات الراية بعد الأمهات، البنات الحريصات على بر والديهم والاعتناء بهم عند مرضهم وفي كبرهم وبعد وفاتهم.

- المرأة هي الطبيبة والممرضة التي اختارت هذه المهنة العظيمة لنفع نساء المسلمين في تخصصات تحتاجها النساء متحملة من أجلهن ضغوط العمل مع ضغوط الحياة.

- المرأة هي المرشدة والباحثة الاجتماعية التي تسهم في خدمة المجتمع ومد يد العون للمحتاجين.

- المرأة هي سيدة الأعمال المساهمة والمشاركة في الأمور الاقتصادية والاجتماعية.

- المرأة هي القائمة بالأعمال في المصرف، والمطار وفي كل مكان.

- المرأة العاملة الجادَة في أي مكان وبأي منصب المساهمة في خدمة بنات وطنها ووطنها.

فما إيجابيات عمل المرأة؟

إن عمل المرأة له فوائد عظيمة للمرأة والمجتمع منها:

1- زيادة وعيها.

2- تصبح المرأة العاملة عنصراً فعالاً لمساهمتها في خدمة مجتمعها.

3- يعزز العمل ثقتها في نفسها.

4- يطور العمل شخصيتها.

5- تحسين دخلها ويكفيها ذل السؤال.

6- يجعل لها علاقات اجتماعية بزميلات العمل.

7- يشغل العمل المرأة عن كثير من الأمور التي لا فائدة منها.

8- تحقيق الرضا عن النفس.

9- يجعلها تسهم في خدمة بنات جنسها في المجالات النسوية.

فماذا على المرأة؟

عليها أن تدرك مسؤوليتها عن نفسها فتترك الكسل وتشارك في كل مجالات العمل المتاحة ضمن تعاليم ديننا فتتجاوز الصعاب مستعينة بالله متوكلة عليه وهذا أكبر دعم يعين المرأة على تحمل المشاق، كما عليها أن تنظم وقتها بين العمل ومسؤوليتها الأساسية تجاه أسرتها فالوقت كالسيف ومن الملاحظ أن النساء العاملات أكثر اهتماماً بالأسرة والأبناء مقارنة بالبعض من غير العاملات التي تضيع أوقاتها مع الصديقات والجيران أو في الزيارات والأسواق والمرأة الواعية لا تخلط بين مسؤوليتها تجاه عملها وأسرتها فلكلٍ وقته، كما عليها أن تحرص على التخلص من ضغوط العمل قبل عودتها لبيتها وتوزيع مسؤوليات البيت بينها وبين أبنائها وبناتها وزوجها. وأن لا تهمل واجباتها تجاه أسرتها من أجل العمل فينعدم الجو الأسري وتحدث المشكلات ويضيع الأبناء لأن نجاح المرأة الأول هو نجاحها في أسرتها وتربيتها لأبنائها.

فماذا تحتاج المرأة؟

1- من الزوج:

كثير من الرجال يدعم المرأة ويشجعها فالرجل العاقل يعين زوجته ويشجعها ويدفعها للنجاح فيشعرها بالحنان ويقف معها كما تقف هي معه لينجح فهو صاحب القوامة والولاية والرأي، والرجل الذي يعين زوجته هو رجل واعٍ بمسؤوليته ملتزم بتعاليم الإسلام السمحة يحقق لنفسه الراحة والاستقرار والحياة الزوجية السعيدة فما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- من المسؤولين وصناع القرار:

بعد أن سمعتم من خادم الحرمين التوجيهات الأبوية بشأن المرأة لإدراكه أن صلاح المرأة صلاح للمجتمع والعكس صحيح، فإن دوركم تشجيع المرأة بما يعود بالخير على الوطن وذلك بالتالي:

ا - الحرص على رفع المستوى التعليمي للمرأة في كافة المجالات بمسايرة كل جديد وبما يتفق مع تعاليم ديننا وتوجهات حكومتنا.

ب - إيجاد الحلول لكل ما يواجه المرأة من مشكلات لضمان استقرار الأسرة مثل إنشاء الحضانات وتوفير وسائل المواصلات الآمنة وغيرها..

ج - إيجاد الأعمال المتناسبة مع قدرات المرأة واحتياجات سوق العمل.

د - الاستعانة بالقيادات النسائية المؤهلة للمشاركة في صنع القرار التربوي والاجتماعي والاقتصادي بما يتفق مع تعاليم ديننا.

هـ - الدعم والتشجيع وإتاحة الفرص للنساء المتميزات المشاركة في المجالات المختلفة.

و - وضع الإجراءات والضوابط الرادعة بالاستعانة بوزارة الداخلية ووزارة العدل لكل من يحاول المساس بالمرأة أو الاعتداء عليها حتى تأمن على نفسها وتصبح قادرة على العطاء.

وفي نهاية المطاف عليك أيتها المرأة أن تحمدي الله لانتمائك لبلد الإسلام والسلام فإن قادة وطنك حريصون عليك فاحرصي أيتها المرأة على تحمل المسؤولية والقيام بدورك أماً كنت أو بنتاً معلمة أو طبيبة فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه وفقك الله وسدد خطاك وأرانا في القريب إسهامات أكثر للمرأة السعودية في ظل قادتنا.

فماذا تريد المرأة لخادم الحرمين الشريفين؟

أن يحفظه الله ويعينه ويسدد خطاه ويسهل له دروب الخير على ما يقدمه من دعم وتشجيع للمرأة، فالمرأة يا خادم الحرمين تبارك لك كل إنجاز وكل تميز في كافة المجالات العلمية، والتقنية، والطبية، والزراعية، والعمرانية، والسياسية، تشكرك على القروض والمساعدات المقدمة للشباب، تشكرك على بناء المساكن وتوزيعها على المحتاجين، تبارك لك سياستك الرائعة في معالجة الفقر في بلادنا التي نلت بها لقب (بطل مكافحة الفقر)، تشكرك المرأة على نجاحك في مكافحة الجريمة، والإرهاب، والإنجازات الأمنية المتواصلة، وتبارك لك التوسعة المباركة للحرمين والمشروعات الضخمة في مشاعر الحج والجمرات.

فشكراً لكم يا خادم الحرمين شكراً وفوق الشكر لكم أل 1000 ف شكر

فشكراً لك يا والد الأرامل، والمحتاجات، والمكلومات، اللاتي يدعون لك، فالكل يدعو لك بالتوفيق والسداد وأن يريكم من أبناء الوطن رجالاً ونساء كل خير، ويجزيكم عنهم خير الجزاء، ويحفظ ولي عهدك الأمين، وإخوانك، وأعوانك ويحفظ علماؤنا، ويهدي شبابنا، ويصلح نساؤنا إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

- كلية التربية الأقسام العلمية



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد