وجَّه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى تكوين لجنة لدراسة ظاهرة ابتزاز النساء، وهذه خطوة مباركة منه - حفظه الله - نسأل الله أن يوفّقه والقائمين على هذه اللجنة إلى كل ما فيه حماية أعراض المسلمين ووقايتهم من الوقوع في الجريمة.
وقدّر لي أن أطلع على التقرير الأخير للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فوقفت على إحصاءات وأرقام تبيِّن حجم العمل الذي تقوم به هذه المؤسسة الحكومية الموفّقة، التي أنشأها موحِّد هذا الكيان العظيم الملك عبد العزيز رحمه الله.
وبنظرة علمية محايدة يجد من يقرأ هذا التقرير، الإنجاز الكبير والأسلوب الشرعي التربوي الراقي، في التعامل مع المخالفات، وأصالة مبدأ الستر في التعاطي مع معظم الحالات، لتعطي للفرد خط رجعة وتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، عندما يعلم أنه قد سُتر عليه، سواء كان رجلاً أو امرأة ليعيش حياته من جديد لا يعلم أمره إلا الله جلَّ وعلا الذي يقبل التوبة من التائبين ويبدل السيئات حسنات، فهذا الجهاز المبارك كم سهر على حماية الفضيلة في مجتمعنا المسلم، كم سهر وأسهم في حماية الأمن في ربوعنا.
وقد قرأت كغيري في بعض الصحف ظاهرة الابتزاز للنساء من قِبل بعض أهل الشهوات لبعض فتياتنا ومضايقتهن في العمل أو الأسواق أو تهديدهن بصورهن أو غيرها من الأمور التي تخشى الفتاة وصول المعلومة إلى ولي أمرها أو المجتمع فترضخ لهؤلاء المجرمين، الذين يعتدون على أعراض الناس دون وازع أو رادع، ونؤمل في هذه اللجنة المباركة التي وجَّه بها خادم الحرمين الشريفين أن تكون فاتحة خير لردع كل تلك المخالفات وحماية المجتمع من الرذيلة، وحق علينا جميعاً أن نذكر لهذا الجهاز جهوده وإنجازاته، وأن ندعو للقائمين عليه بالتوفيق والسداد، وأن نتعاون معهم ونشد من أزرهم، فلهم منا كل تقدير على جهودهم ومنجزاتهم التي تهم كل بيت من بيوتنا، بل مجتمعنا بأسره لنكون خير أمة أخرجت للناس، وأن تبقى بلادنا بلاد طُهر واستقامة لله ربِّ العالمين.
مدير عام التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم