كثيراً ما نقرأ أو نسمع عن أن بعض الناس تجاوب مع اتصالات من بعض الأفارقة (من السحرة والمشعوذين) بادعائهم بتكثير الأموال أو تغييرها من نقود معينة إلى أخرى مرغوبة وأكثر قيمة، وكان آخر ما قرأت مؤخراً في جريدة الحياة عن مواطن خدعه أربعة من الأفارقة بادعائهم إكثار الأموال التي لديه، والغريب أنه شاب صغير في العقد الثالث من عمره ولا بد أنه متعلم، حيث إن نسبة عالية من سكان هذه المملكة -حماها الله- تحت سن السبعين هم في الغالب الأعم من فئة المتعلمين فما بالك بشاب تحت سن الثلاثين، ولابد أن لديه نسبة من الذكاء فكيف ينخدع بحيلة من مثل هذه الفئات من الجهلة والأفاقين الأفارقة. ثم هذا الثري كيف تكون لديه حصيلة أربعمائة ألف يورو وهو في هذا السن الصغير والزمن العصيب، ثم يدعو هؤلاء الأفارقة اللصوص إلى مسكنه الخاص ليخدعوه (بالتقمير على عينيه) كما تقول العامة ليروه طريقتهم في كيفية تكثير الأموال وتوالدها؟!
هل هي طبخة رز تتكاثر حباتها وتطول وتكبر عند طبخها..!
عجبي، ما أغبى هؤلاء الطماعين الذين يرغبون الحصول على الأموال بأيسر وأسهل وأقصر الطرق ومن دون عناء ولا كد. إن القانون في كل بلاد العالم لا يحمي المغفلين، ونحن نقرأ أو نسمع بين الآونة والأخرى مثل هذه الحالات من الألاعيب والحيل التي بكل أسف تنطلي على السذج من القوم ويخدعهم الطمع فيسلمون العنان لهؤلاء الأفاقين والمشعوذين والسحرة. علماً أن هذا الشاب لم يكتف بدعوة هؤلاء اللصوص إلى مسكنه وإحضار حقيبة لهم ملأى بأربعمائة ألف يورو يسيل لعاب الرائي لها لينموها له بسحرهم وشعوذتهم إلى ملايين اليوروات وإنما أكرم وفادتهم وذهل لفنهم وإصباغهم وتركهم يغادرون بالأموال إلى جهة لا يعلمها وينساهم أياماً لتطول عليه غيبتهم فيتقدم ببلاغ إلى الجهة المختصة.
ولحسن الحظ أنهم لغبائهم وطمعهم في فرائس أخرى لم يغادروا البلاد إلى مجاهل وغابات إفريقيا فيعاد له ما بقي من رأس ماله. ولو كان فيهم خير وأنهم قادرون وصادقون في قدرتهم على إكثار الأموال -وهذا محال- لفعلوا ذلك بما لديهم من مال قليل من دون تكبد عناء الأسفار إلى بلدان الخليج..
وقانا الله وإياكم شر الأفاقين والدجالين وأنعم علينا بالفطنة وحكمة العقل.
