تأسست حديثاً الجمعية الكورية العربية في سيؤول لتخطو نحو ألف عام من العلاقات، كما ورد في كتابها التعريفي؛ إذ ترجع إلى نحو ألف عام من التبادل بين العرب وكوريا عبر تاريخ طويل استكشف فيه العرب أصقاع العالم، وتعرفوا موارده وتبادلوا تجارتهم وبنوا علاقاتهم به، ولم يكن الماء عائقا ولا مرتفعات الجبال ولا امتداد المسافات ولا مكابدة الرحيل.. حتى تحضرت العلاقات وتأسست على نحو متطور من قضايا المال والاقتصاد، ولم تغفل المبادلات النفعية أهمية العلم والمعرفة والثقافة لتكون جنباً إلى جنب في أسس التبادل وروابط العلاقات.. من هنا نشأت فكرة هذه الجمعية تعزيزاً للعلاقات التبادلية على مستوى المال والأعمال.. ويبدو من الإحصاءات أن الكوريين يجدون في تبادل واسع النطاق مع العرب ولا أدل على هذا مما ذكرته في مقال الأمس من اهتمامهم بتعلم العربية والتحدث بها والكتابة بحروفها، بل إتقانها لدرجة الترجمة منها للغتهم الكورية أجمل ما كتب في آدابنا الحديثة ليتعرفوا على أجمل الأقلام العربية.
نشأ لديهم الشعور بأن هناك حاجة ماسة لتوسيع أفق العلاقات لتشمل كما يذكر كتاب الجمعية الكورية العربية (المجالات السياسية والثقافية والرياضية والتعليمية) لذا جاء ضمن خططهم فيها أن يتم البذل لجهود التبادل في زيارات عديدة للتعاون الثقافي والتقني والتنمية البشرية وثمة ما يوقد الرغبة لديهم في تلاقح حضاري يتم على المستويين المعرفي والثقافي تقريبا لأهداف بنائية بين الإنسان المعاصر في العالم الصغير.
من هنا جاءت فكرة الجمعية الكورية العربية وهي جمعية عامة (تشارك فيها حكومة كوريا وجميع الحكومات في الدول العربية) حيث يشار في التعريف بها إلى أنها (تشمل الحكومات والقطاع المدني غير الحكومي أيضا، أي أن المشاركين فيها ليسوا فقط الحكومات من كوريا والدول العربية الأعضاء فيها وإنما أيضا الشركات والجماعات والأفراد من جميع الدول المشاركة).. وسيكون للجمعية دورها الرائد الذي يهدف إلى تكوين الجماعات الدارسة المختصة بهدف تطوير التعاون بين كوريا والعالم العربي كل في مجال اختصاصه.. ويتم تمويل هذه الجمعية ماديا من قبل الحكومة الكورية وممن يشاء المشاركة من الدول العربية الأعضاء.. وتضع الجمعية بين أيدي الدبلوماسية العربية في كوريا شأن الخدمات التبادلية مع بلدانها علميا وتبادليا وتعاونيا مع أهدافها..وهي جمعية غير ربحية وإنما أهم أهدافها بناء قاعدة معلومات علمية وثقافية وفكرية وشخصيات فاعلة وقضايا التعريف بالإسلام والعرب والعمل على تقريب الرؤى وتبادلها بين الحضارة العربية والحضارات الأخرى الإنسانية والأديان وتعريف الكوريين بمنجزات العرب العلمية والفكرية والتربوية والأدبية والاقتصادية.. بما يعزز مشروعات فهم العرب والإسلام.
يتبع