يختلف معلمو العلوم في طريقة تعليمهم لهذه المادة، ولذا تتعدد الآراء حول أفضل أسلوب لتعلم العلوم؛ فهناك من يرى أن حفظ الطالب للمعلومات والمعارف العلمية وإحاطته بجميع ما ورد في كتاب العلوم حتى تتكون لديه خلفية علمية قوية هو ذاك، وهناك آخرون يرون أسلوب تعلم الطلاب من طريق الخبرة المباشرة (أي ترك الطلاب يتعاملون مع الأجهزة والأدوات والمواد العلمية بشكل مباشر)، والبعض الآخر يرى تعلم العلوم عن طريق الحاسب الآلي،.. والبعض، والبعض..

وبرأيي أن أفضل أسلوب لتعلم العلوم هو عن طريق الجمع بين النشاط اليدوي والعقلي؛ وأقصد بالنشاط اليدوي قيام الطالب بالمشاهدات وإجراء التجارب وبالتالي التعامل مع الأجهزة والأدوات والمواد وتسجيل البيانات وتنظيمها واستخلاص النتائج..، كما لا أقصد بالنشاط العقلي الحفظ الآلي الأصم للمعلومات والمعارف العلمية، بل قيام الطالب بإنشاء معارفه بنفسه وذلك من خلال ربط المعارف الجديدة بالمعارف السابقة الموجودة لديه (في عقله) ربطاً منطقياً لا قهرياً.

ومما يساعد على تطبيق هذا الأسلوب في التعلم صياغة الموضوع المراد تعليمه بشكل مشكلة تثير اهتمام الطلاب وتتحدى قدراتهم، وتهيئة بيئة التعلم بمثيرات مع إعطائهم الحرية حتى يتحمسوا لإيجاد حل لهذه المشكلة.

وبعد تطبيق هذا الأسلوب في التعلم وقيام الطلاب باستخلاص النتائج وبالتالي الوصول إلى حل المشكلة التي أثارت اهتمامهم وتحدت تفكيرهم، يكونوا بذلك قد اكتسبوا معلومات ومعارف علمية، كما مارسوا التفكير العلمي من خلال ما قاموا به من عمليات العلم المختلفة (كالملاحظة، التصنيف، التفسير، الاستنباط، الاستقراء، التنبؤ،...) والتي بدورها أكسبتهم المهارات العقلية السابقة، والمهارات العملية اليدوية (كاستخدام الأدوات...)، والمهارات الاجتماعية (كالتعاون، واحترام الآراء...)، كما شعروا بفرح وسعادة غامرة وتعزيز داخلي أفضل من أي تعزيز خارجي آخر؛ وهذا يساهم في تنمية الاتجاهات والميول العلمية لدى الطلاب، كما يساعد على الاستشعار بقيمة التعلم وعلى تقدير الجهد الذي بذله العلماء الذين أفنوا أعمارهم لخدمة الإنسانية وبالتدقيق في الآثار التي تم استخلاصها من تطبيق هذا الأسلوب من التعلم نلاحظ أنها تمثل أهداف تدريس العلوم؛ وهذا ما دعاني إلى القول إن أسلوب الجمع بين النشاط اليدوي والعقلي هو أفضل أسلوب لتعلم العلوم.