قرار اعتماد اللاعب الأجنبي الرابع في الملاعب السعودية (3+1) تماشياً مع قرارات الاتحاد الآسيوي وتعميمه على الأندية السعودية كان مثار خلاف واختلاف الكثيرين في الوسط الرياضي.
فهناك من يرى أنه سيكون سلبياً على اللاعب السعودي الذي سيتنازل عن مركزه للاعب الرابع.. فيما يعتقد البعض أنه سيساهم في إثراء الدوري ويرفع مستوى المنافسة والإثارة بوجود أربعة لاعبين غير سعوديين.. مما يتيح للأندية الفرصة لترميم صفوفها وسد بعض الثغرات لديها وتحسين مستوياتها وهذا بحد ذاته أمر جيد سيرفع المستوى الفني وردم الفارق الفني بين الفرق وبعضها الآخر.
** شخصياً أعتقد أن وجود أربعة لاعبين أجانب في كل فريق صعب جداً ومؤثّر على اللاعبين المحليين بكل تأكيد، فهو سيضيّق الفرصة على اللاعب السعودي ويجعل الفرصة فقط للاعب الجيد والجاهز.. لكن النظر للموضوع بواقعية وشمولية أكبر يجعلني أقول إن الأمر أصبح واقعاً عالمياً لا مناص منه.. فنحن الآن في عصر وزمن مختلف تماماً على كافة الأصعدة ولا مجال فيه سوى للأكفاء والقادرين وهم هنا اللاعبون الجيدون، وفي دول العالم هناك أندية مثل آرسنال الإنجليزي ليس في صفوفه سوى لاعب واحد فقط يحمل الجنسية الإنجليزية ضمن الفريق الأساسي.. وغيره كثير من الأندية في إسبانيا (ريال مدريد وبرشلونة) وكثير من الدول الأوروبية أو لنقل جميعها لا تمثّل الجنسية لديها أي مشكلة، فالمطلوب هو اللاعب الجاهز والمفيد والجيد لأن هذا هو الاحتراف والمسألة ربح وخسارة ومكسب اقتصادي.. ولذلك نجد أن القرار الأخير هو في الواقع يتماشى مع المرحلة لكنه يحتاج لمزيد من التنسيق مع الاتحادات الآسيوية الأخرى حتى نفتح مجالاً واسعاً أمام اللاعبين السعوديين للعب في دوريات أخرى على مستوى القارة.. وبهذا تصبح المعادلة منطقية فمن لا يجد له مكاناً في الأندية السعودية يستطيع أن يلعب في أندية أخرى سواء خليجية أو إقليمية.. فالفترة القادمة ستشهد العديد من المتغيّرات التي علينا القبول بها والتعامل معها وتهيئة أنفسنا لاستقبالها.. والتعامل مع المتغيّرات يحتاج لعقلية منفتحة ومرنة ومدركة للواقع وهذا ما فعله الاتحاد السعودي للكرة بهذا القرار، فنحن لسنا في معزل عن العالم.. وطالما أننا نريد المشاركة في البطولات الآسيوية والاستمرار بها فيجب أن نفعل كل ما يمكّننا من الفوز والانتصار على الصعيد الخارجي ومسايرة العالم حتى وإن لم تعجبنا بعض القرارات أو نتفق معها، ففي هذه الحالة تكون المسألة رأياً شخصياً لا يقدّم ولا يؤخّر أمام واقع ماثل أمامنا علينا التعامل معه بما يحقق مصالحنا.
عقوبات الانضباط
** بعد مباراتي الشباب والنصر والهلال والاتفاق عادت لجنة الانضباط للواجهة مجدداً إثر الحركة التي قام بها كل من عبده عطيف وصالح بشير تجاه الصقور والتايب.. وأصبح الجميع ينتظر العقوبات (الصارمة) التي ستصدر والتي بالتأكيد لن تجد من يتحدث عنها أو يشرحها من قِبل اللجان المعنية.. ولأن الحركتين اللتين شاهدناهما عبر اللقطات التلفزيونية متشابهتان تقريباً إلا أنني أعتقد أن مسؤوليتهما ستكون مناصفة بين اللجنتين الفنية والانضباط.. في حالة عبده عطيف نجد أنها من مسؤولية الانضباط لأن الحكم لم يشاهدها ولم يصدر تجاهها أي عقوبة وهنا تكون المسؤولية على اللجنة لمعاقبة المخطئ وحفظ الملاعب والمنافسات من مثل هذه التصرفات.. أما الحالة الأخرى فإن الحكم شاهد صالح بشير وقرَّر تجاهها عقوبة الإنذار دون الطرد المستحق الذي ينص عليه القانون وهنا تكون المسؤولية ملقاة على الفنية إذا ما ضمّن الحكم تقريره هذه الحادثة.
فالقانون أو اللائحة الدولية والداخلية تقول إن الحكم هو صاحب القرار الأول والأخير فإذا ما اتخذ أي عقوبة حتى وإن كانت ضعيفة فإنها تظل مسؤوليته وليس للجنة دور في مضاعفتها أو تحويرها بأي طريقة كانت ما لم يكن هناك لائحة واضحة تدعم ذلك.. ومن هنا فقرار بشير يجب أن يكون الإنذار فقط ما لم يشر تقرير الحكم لخلاف ذلك.. أما عطيف فإن عقوبته مسؤولية لجنة الانضباط ولها الحق في تطبيق عقوباتها ولائحتها على الحالة..
وطالما أننا نتحدث عن العقوبات أتمنى أن يتم مراجعة الكثير من الفقرات الخاصة بالإيقافات بعد الإنذار، فنحن الوحيدون ربما في العالم (حالياً) الذين نوقف اللاعب بعد الإنذارات الثلاثة الأولى مباراة واحدة ثم تتضاعف العقوبة بعد الإنذار السادس وتكون ثلاث مباريات بعد الإنذار التاسع وفي ذلك ضرر كبير على الأندية واللاعبين.. فالأولى إيقاف اللاعب مباراة واحدة بعد كل ثلاثة إنذارات وبشكل منتظم دون ربط الإنذارات السابقة بالجديدة، فكرة القدم فيها احتكاك وعنف (مشروع) وقوة وهناك أخطاء تكتيكية تتطلب الإنذار وضربات جزاء وغير ذلك مما نصَّ القانون فيه على إنذار اللاعب وهذا يعني أن الإنذار جزء من اللعبة وجزء مهم ورئيسي فيها وقد يكون الحصول على الإنذار محموداً ومطلوباً في بعض الحالات وهذا ما تتطلبه طبيعة اللعبة، ولذلك علينا فهم كل ذلك وعدم تحميل القانون أكثر مما يحتمل.. وبكل أمانة أتمنى أن تدرس هذه الفقرة بشكل جيد ويتم مقارنتها مع الدول المتقدمة مع التشديد على عقوبات الطرد المرتبطة بالخروج عن الروح الرياضية والأخلاق وإيذاء المنافسين أو سوء السلوك المشين وهنا يكون التشدد مطلوباً وفي مكانه..!
لمسات
* إذا ما تأكد هروب المحترف البوليفي رالديس بالشكل الذي حدث فإن اللاعب بذلك يكون قد أعطى الهلاليين الفرصة بالحصول على ما دفعوه له مقدّماً (كاملاً) وهي فرصة ربما للدكتور عبد الله البرقان لكسب قضية جديدة.. مع عدم إغفال مساءلة وكيل اللاعب ومحاسبته قانونياً!
* * *
** غداً ستلعب كامل مباريات الجولة في وقت واحد.. في الوقت الذي يمكن فيه لعب مباريات مناطق نجران وتبوك وبريدة عصراً ومباريات الدمام عند السابعة مساء ومباريات جدة عند التاسعة مساء (أي بعد نهاية مباراة الدمام مباشرة) وهكذا.. وبهذه الطريقة نثبت بالفعل أننا نبحث عن مصلحة الجميع ونكسب أكبر متابعة جماهيرية للدوري طالما لا يمكن تقسيم المباريات إلى يومين كما يحدث في الدول الأخرى!
* * *
** استغرب سعي أنديتنا إلى التعاقد مع رجيع أوروبا من أفارقة وبرازيليين وهم الذين فشلوا (سابقاً) لدينا و(حالياً) في قطر، حيث كسبوا المال الوفير ولم يعد لديهم أي حافز أو طموح فضلاً عن انتهائهم فنياً، حيث تم (عصرهم) واستنفاد جهودهم في الوقت الذي تزخر فيه البرازيل بالمواهب واللاعبين على كافة المستويات والفئات والأسعار و(طب وتخير..) وأكبر مثال لدينا كماتشو وتفاريس وتشيكو وإلتون وقبلهم سيرجيو وكثير ممن يبحثون عن النجاح والشهرة والأموال!