الكل منا تابع بسرور تلك الحملات الأمنية المكثفة على تلك المواقع (العامة) التي يُمكن أن تحوي أو تضم بين أرجائها (الصافية) أولئك المتخلفين (الخائنين) الذين قدموا إلى أرض هذا الوطن للعبث ولنشر الفساد وبث الخراب في أصقاعه الطاهرة.
تتعاضد الجهود من قِبل الجهات الأمنية لمحاصرة هذه الأوكار العامة (المكشوفة) التي يراها الجميع ولا ينكرها، يسمعها الكل ولا يستقبحون صوتها؛ فهي تدَّعي السير في نفس الاتجاه فتلبس ثيابنا وترتدي شعاراتنا فلا ينكشف الزيف ولن ينقشع الغبار إلا بتضافر التطلعات لمحاربتها والقضاء عليها.
عندما نرصد تلك الحملات الأمنية المتتابعة على تلك المخابئ يخالجنا السرور وتعلونا البهجة فأي مبادرة أمنية لتطهير أرض الوطن من براثن المخربين، هي خطوة إيجابية وفعَّالة في سبيل الرقي بهذا الوطن والنهوض به قُدماً ليصل إلى تلك المرحلة (السامية) التي هي من أول متطلبات المجتمع المدني، فهذه المبادرات لا تقل أهميةً عن تلك المشاريع التنموية أو الثقافية (الفكرية) التي من شأنها دفع عجلة التقدم والازدهار إلى الأمام، مع أن المبادرات التطهيرية (الأمنية) الكبيرة مثل حملة تطهير البطحاء -في تقديري- قليلة ولا تطل علينا إلا نادراً ولا أعلم سبب ذلك؛ إلا أن تكون هناك حملات (سرية) غير معلنة الأمر الذي نفاه بعض منسوبي القطاع الأمني، وقد جرت العادة أن تواكب هذه الحملات العدسات والأقلام الصحفية لترصد بصدق أدق تفاصيل هذه المداهمات لتؤكد مدى قُبح الأعمال التي يروِّج لها هؤلاء وحرص العيون الساهرة على إبطال مخططاتهم الإجرامية، وفي نهاية كل حملة يطالعنا الزميل الصحفي الأمني سعود الشيباني بتقارير تفصيلية عن تلك المضبوطات في هذه الحملات ومدى الضرر السابق واللاحق (المتوقع) لها.
ومع انتظام هذه الحملات إلا أن الإحصائيات النهائية السنوية ونصف السنوية غائبة تماماً عن الساحة قد تكون هناك إحصائيات سرية ولكن لماذا لا تُعلن؟، وعلى أية حال لا أريد أن أتكهن أو أجيب (نيابة) عن هذه الجهة أو تلك، لكننا في زمن الأرقام والكل بحاجة إلى معرفة مدى التطور والتّحسن الذي وصلت إليه قطاعاتنا الأمنية.
