كتب - فهد الشويعر
ولأن لغة الكوميديا يصعب على الكثيرين إجادتها وإيصالها للناس فإن في وطننا العربي مجموعة كبيرة من الممثلين الذين جعلوا من الكوميديا متنفساً للمشاهدين والجماهير في كل مكان.
ولكن العنصر الكوميدي الدائم ما زال عملة نادرة في وطننا العربي مع عزوف البعض عن هذا الخط الدرامي الصعب وفشل آخرين حاولوا اقتحام أسواره فتخبط مشوارهم الفني وجعلوها ممحاة لتاريخهم.
وفي السعودية تحديداً يصعب وجود ممثل كوميدي يجعلك (تتسمر) أمامه وتضحك ملء أسنانك بل وتبحث عن تواجده كلما انتقل وهنا تبرز مواهب لا يمكن إغفالها لعلّ أبرزهم (خالد سامي وناصر القصبي وفايز المالكي ومحمد العيسى وحبيب الحبيب وغيرهم)، لكننا اليوم بصدد الحديث عن اثنين اخترقت جماهيريتهما حدود الجغرافيا وهي في تسرب واضح لباقي دول الجوار وهما ناصر القصبي وفايز المالكي اللذين جعلا من الكوميديا متنفساً جديداً للمشاهد العربي وتقمص شخصيات كوميدية معقدة تجبرك على الضحك حتى لو كان المشاهد في عز (تراجيديته).
وتكمن مواهب الشخصيتين في المخزون الكوميدي الذي يمتلكانه خاصة وأنه معروف عنهما عدم الالتزام بالنص والاعتماد الدائم على كوميديا الموقف وهي الخاصية التي يجب على أي ممثل امتلاكها للدخول بين (شفاه) المشاهدين وانتزاع ابتساماتهم، وهناك ما لا يعرفه البعض في أن الأثنين هما كوميديان في حياتهما الخاصة بعيداً عن كاميرات التصوير ومن يعرفهما جيداً يعلم أن الكوميديا متغلغلة في جميع تفاصيل حياة الواحد منهما وربما لا يعيشان إلا بها.
ما يميز المالكي أنه (اجتماعي) لدرجة لافتة، فهو يشارك في مناسبات اجتماعية خيرية كثيرة وتجده متواجد في مدن متفرقة لزرع البسمة على شفاه الأطفال والمعاقين ومن لهم احتياجات خاصة ويعرض مسرحياته مجانا لهذا الغرض فيما يعيب على القصبي اختفاؤه (التام) عن مثل هذه المناسبات التي فيها فرصة لتوثيق (دوره) الفني في خدمة المجتمع.
وسرعة البديهة والتعلم من مواقف سابقة هي مشروع مهم لنجاح أي كوميدي ولو تابعتم مشوار الاثنين وتفحصتم شخصياتهما لكان الجواب متمثل فيما ذكرت أعلاه وفيما أختم به هذا العرض السريع.