الرياض - «الجزيرة»
حذَّر وزير العمل من إفرازات جديدة ستحدثها الأزمة العالمية الراهنة على برامج السعودة.. وقال الدكتور غازي القصيبي: الأزمة ستؤثر بالتأكيد على دول كثيرة ومنها التي تُصدر لنا العمالة الأمر الذي ربما يخلق وفرة في العمالة بالسوق السعودي والذين يضطرون للعمل بأجور أقل من المتاح الآن.. مؤكداً أن هذا الوضع يُشكِّل خطراً جديداً على السعودة وتابع: الآن يجد الناس صعوبة في الحصول على عمالة مؤهلة وهذا دافع لهم لتشغيل السعوديين حتى لو كان راتبهم أكبر وقال: إذا تحقق هذا نرجو أن لا تكون هناك بطالة، لكن لو حدث ما يتوقعه البعض من وجود بطالة.. فيعني أن العبء سيتضاعف علينا، وسيأتي بعدها من لم يجد عملاً في بلده ليعمل عندنا على حساب السعوديين.. وجدد القصيبي حديثة بأن المملكة ليست وكالة استقدام أو توظيف.. مبيّناً أن الوظائف يجب أن تكون لأبنائنا وبناتنا من أولها لآخرها.
وتابع: الظروف حتَّمت علينا أن نستقدم من الخارج ولكن هذا الأمر سيكون مؤقتاً وقال بعد أقل من 20 سنة سيبلغ عدد سكان المملكة أكثر من 35 مليوناً فيجب علينا أن نفكر في ذلك اليوم الذي سيدخل فيه إلى سوق العمل حوالي مليون أو مليوني شخص فمن أين نجد لهم وظائف إذا لم نرتب لهم من الآن؟
جاء ذلك خلال لقاء الوزير بعشرين مفتشاً بينهم خمس نساء من مدن مكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، والطائف، وينبع بعد اجتيازهم للدورات الفنية المطلوبة
وقال الوزير ناصحاً لهم: أرجو من كل واحد منكم أن يجعل هاجسه في الصباح وقبل أن ينام هو موضوع السعودة والحرص على توظيف السعوديين وهذه أمانة في أعناقنا جميعاً يجب أن نحرص عليها، وكل جهد تبذلونه فهو في سبيل الله، لأنه يصب في خدمة المسلمين وإخوانكم المواطنين ثم لخدمة الوطن فعندما يكون الجهد لله سبحانه وتعالى ثم للوطن يجب على الإنسان أن يستفيد من كل المصاعب وكل العقبات وكل المتاعب.
ويواصل الوزير في نصحه: الشيء الذي أحب التركيز عليه في هذه المرحلة من تطورنا.. هو مشكلة البطالة التي تؤرقنا ويجب أن تكون هاجسكم الأول والأخير.. وأرجو منكم وخلال جولاتكم وفي جميع تقاريركم والمهمات التي تُكلفون بها أن يكون همكم الأول هو موضوع السعودة.. وهذا يتطلب منكم الكشف على السعودة الوهمية.. ويتطلب منكم الكشف على الوظائف المقصورة على السعوديين وتابع: أتمنى أن يمثل هذا الموضوع الأهمية الأولى والأساسية في عملكم فمستوى البطالة لدينا انخفض بحمد الله وبتوفيق منه ثم بجهود الدولة وبالمشاريع الكبيرة التي أنشأتها، لذلك يجب علينا جميعاً أن نحافظ على هذا الانخفاض، وأن لا نتهاون أو نتراخى واستطرد: أنتم الموظفون الوحيدون في الخدمة المدنية الذين يُطلب منهم أن يقسموا أمام الله وأمام الضمير وأمام الوطن، وهذا أكبر دليل على عظم المهمة التي تقومون بها لذلك يجب أن تعتبروا أنفسكم قضاة، هناك أصحاب عمل وهناك عمال، يجب أن لا نميل مع هؤلاء ولا مع أولئك لأن الميل يجب أن يكون للحق كما أن الدخول للمحلات وتفتيشها يتطلب منكم أن تحافظوا على الأمانة، وأنا أثق أنكم ستحافظون عليها
يُذكر أن المفتشين الذين أدوا القسم قد حصلوا على بطاقات لممارسة عملهم كمفتشين معتمدين بمكاتب العمل المختلفة في المملكة.
