تشرفنا في جامعة الملك سعود خلال الفترة القصيرة الماضية بعدة مناسبات هامة تكمن في استقبال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لنا نحن أعضاء هيئة التدريس ومسؤولين حيث تشرفت الجامعة بتقديم ومنح درجة الدكتوراه الفخرية، وكذلك تشرفنا أيضا بالسلام على نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتقديم شهادة الدكتوراه الفخرية لتكون هاتين المناسبتين تتويجا لجهود الجامعة في رد الجميل للقيادة العليا في هذا البلد المعطاء.
إن هاتين المناسبتين تقودانني إلى الحديث عن فكر القيادة العليا في بلادنا العزيزة نحو التعليم العالي ودعم الجامعات وهو حديث يطول ويحتاج إلى إيراد وسرد لعدد من المشاريع الكبيرة التي تم إنجازها على مستوى الوطن في تنمية الكثير من المشاريع التعليمية والأكاديمية والمشاريع التطويرية في الجودة والتطوير والاعتماد الأكاديمي هذا بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية وإسكان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وحصول الجامعات السعودية على تصنيف عادل عالميا يكلل الجهود التي وصلت إليها المملكة حماها الله.
إن خطط جامعة الملك سعود الطموحة وما تمثله من فكر مستنير ووعي كبير يدل على أن قيادة الجامعة ممثلة بمعالي الأستاذ الدكتور عبدالله العثمان وبقية المسؤولين وبمتابعة وتوجيه من معالي وزير التعليم العالي تخوض معركة تنموية ومرحلة مخاض من المؤمل أن تسفر عن نقلة تلامس المجتمع بأكمله وتسهم في فتح وتطوير الكثير من المبشرات الجديدة سوف تنقل المجتمع السعودي إلى مصاف الدول المتقدمة بحول الله تعالى ولا يبقى لنا سوى الصبر خلال الفترة القريبة القادمة لنرى جهد القيادة العليا في الاستثمار في التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص قد تحقق بعون الله وسوف نكون من الأمم المتقدمة التي تحاول الجمع بين خيري الدنيا والإبقاء على ثوابتنا وقيمنا الدينية السمحة.
إن بوابة التحول نحو مجتمع معرفي منتج في مجال الصناعة والتقنية والطب والهندسة ومعارف وعلوم متعددة جاء عبر تاريخ كل الدول المتقدمة من خلال البحث العلمي وأكرر البحث العلمي فهو المفتاح لتقدم وصناعة الأمم.
إن استثمارات وزارة التعليم العالي بلغت أكثر من 35 مليار ريال في إنشاء المدن الجامعية الجديدة وبرامج الابتعاث للكثير من دول العالم ومراكز التميز البحثي والجمعيات العلمية وتنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس وذلك في نطاق جهود الوزارة لدعم الجامعات لرفع كفاءة مخرجات التعليم العالي وتطوير برامجها.
إن هذه الجهود التي تبذلها الجامعات بمتابعة من وزارة التعليم العالي هي في حقيقتها ترجمة توجيهات لفكر القيادة الرشيدة التي ترغب في الأفضل دوما.
ولعل القارئ الكريم يلحظ ذلك التنوع في تهيئة ونقل البيئة الأكاديمية والتعليمية في المملكة من خلال مسارات متعددة من تنفيذ مدن جامعية للجامعات الجديدة في تبوك والجوف وحائل وجازان ونجران والباحة والحدود الشمالية ومن خلال تشجيع الجامعات على الاهتمام بنشاط البحث العلمي والتطوير حيث بادرت الجامعات بدعم من وزارة التعليم العالي بمشروعات (مراكز التميز البحثي) وخلال المرحلة الأولى للمشروع تم دعم إنشاء (13) مركزاً بحثياً في عدد من الجامعات بتكلفة (550) مليون ريال.
ومن أوجه هذه النقلة في مسيرة التعليم العالي دعم ونشر تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي بما يتوافق مع معايير الجودة وتوسيع الطاقة الاستيعابية فيها من خلال تطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
وكان من أهم أوجه تميز هذه النقلة تنمية الإبداع والتميز لدى أعضاء هيئة التدريس في جامعات المملكة من خلال تطوير قدراتهم عن طريق عقد العديد من الدورات والبرامج التدريبية فترى الجامعات قد تحولت إلى ورش عمل وندوات ومؤتمرات في كافة النواحي العلمية والعملية لتطوير الإنسان السعودي.
إن الحديث عن المسيرة العلمية الراشدة التي تنتهجها القيادة -رعاها الله- وهذا العطاء الذي ليس له حدود يبشر بمستقبل مشرق وحياة أفضل لهذا الوطن المعطاء، ليبقَ هذا الوطن عزيزا موفقا ولتبقَ قيادتنا كريمة وفية وتعطي بسخاء من دون تردد في خدمة التعليم العالي وترعى الخير وتنشر العلم والمعرفة وتنهض بالوطن.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
عميد كلية العلوم الإدارية والإنسانية بمحافظة المجمعة
aturkist@ksu.edu.sa