واشنطن - فرانكفورت - طوكيو - وكالات
تفاقمت أزمة صانعي السيارات في العالم في الأيام الماضية لتعلن أكبر الشركات عن أوضاعها الصعبة التي لم تشهدها منذ 30 عاماً. وتؤكد أنها سوف تقوم بتخفيضات هائلة وصلت إلى 40% ولجأ بعض الباعة في أوروبا إلى إعطاء سيارة مجاناً عندما تشتري أخرى بما يوازي 25 ألف دولار تقريباً.
فقد تراجعت المبيعات العالمية لشركتي بي.إم.دبليو ومرسيدس بواقع الربع في نوفمبر - تشرين الثاني وانسحبت هوندا من سباق فورمولا-1 وسط تزايد خسائر شركات السيارات بسبب التباطؤ الاقتصادي.
وقالت شركة بي.إم.دبليو إن مبيعاتها من السيارات انخفضت 25.4 في المائة إلى 96570 وحدة وقاد الانخفاض تراجع بنسبة 26.2 في المائة في مبيعات علامتها التجارية الرئيسية بي.إم.دبليو.
وشهدت شركة دايملر تراجعا في المبيعات بنسبة 25.2 في المائة إلى 84500 سيارة. وانخفضت مبيعات وحدتها الأساسية للسيارات الفاخرة مرسيدس بنز 27.6 في المائة إلى 74400 وحدة.
وهوت مبيعات السيارات في أنحاء العالم إذ يحد المستهلكون من الإنفاق في مواجهة تسريح أعداد كبيرة من الموظفين وأزمة الائتمان مما دفع كبرى الشركات الأمريكية لصنع السيارات إلى حافة الهاوية وضغط كثيرا على منافساتها الأجنبية أيضا.
وتوقعت رابطة صناعة السيارات في ألمانيا هذا الأسبوع هبوط مبيعات السيارات في البلاد - أكبر سوق للسيارات في أوروبا - هذا العام والعام القادم إلى مستويات لم تشهدها منذ توحيد شطريها قبل أن تتعافى بعض الشيء في 2010م.
وفي اليابان وجهت هوندا موتور ضربة عنيفة لسباق فورمولا-1 بانسحابها منه بأثر فوري. وتسعى ثاني أكبر شركة يابانية لصنع السيارات لخفض التكاليف لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وقررت أنها لن تتمكن بعد الآن من تمويل فريق فورمولا 1 وميزانيته السنوية البالغة 500 مليون دولار.
وقال تاكيو فوكوي الرئيس التنفيذي لهوندا في مؤتمر صحفي إن العودة إلى الرياضة قد يستغرق وقتا وإنه لا توجد خطط لديها للاستمرار كمورد للمحركات. غير أن ديترويت لا تزال مركز الزلزال الذي ضرب عالم السيارات.
وابلغ الرئيسان التنفيذيان لجنرال موتورز وكرايسلر الكونجرس الأمريكي يوم الخميس الماضي أنهما سيدرسان استئناف محادثات اندماج إذا كان ذلك هو المطلوب لمنح الشركتين نصيبهما من حوالي 34 مليار دولار من المساعدات الحكومية الطارئة.
وقال روبرت نارديلي الرئيس التنفيذي لكرايسلر إن وظيفته ستكون على الأرجح أولى ضحايا الاندماج مع جنرال موتورز لكن إذا كان ذلك ما سينقذ كرايسلر وعمالها (فسأفعله).
وتعهد الرؤساء التنفيذيون لأكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات بالولايات المتحدة بمن فيهم ريك فاجونر الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز والان مولالي الرئيس التنفيذي لفورد موتور بإعادة التركيز على السيارات الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود وخفض تكاليف الإنتاج.
وقد حذر الرئيس التنفيذي لشركة (كرايسلر) لإنتاج السيارات المشرعين الأمريكيين أمس من أن شركته ستندفع إلى حافة الإفلاس أو حتى الانهيار إذا لم تحصل على قروض عاجلة من الحكومة الاتحادية الأمريكية.
وقال روبرت نارديلي لأعضاء لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب إن المليون شخص الذين يعتمدون على شركة كرايسلر في معيشتهم سيصبحون عاطلين عن العمل إذا انهارت الشركة التي تعد واحدة من أكبر ثلاث شركات أمريكية لصناعة السيارات.
وتسعى شركة كرايسلر للحصول على قروض بقيمة 7 مليارات دولار من الحكومة الأمريكية بسبب أزمة السيولة المالية الخانقة التي تعاني منها. ويقترب هذا المبلغ من مستوى الحد الأدنى المطلوب لسداد كل فواتيرها.
من ناحية أخرى قالت الشركة في بيان لها إنها استأجرت شركة محاماة متخصصة في قضايا الإفلاس لمساعدتها في دراسة ما إذا كان الإفلاس سيكون خيارا أفضل من الحصول على قروض من الحكومة.
وقال البيان: (ومع ذلك فإن نتائج هذا التقييم أكدت أن التأثير على كل صناعة السيارات المحلية في الولايات المتحدة سيكون مدمراً).