دبي - د ب أ:

كان عام 2008 عاما استثنائيا في دولة الإمارات، فقد شهد إعلان أبو ظبي إطلاق أول برنامج نووي سلمي كما شهد العام تصاعدا في الخلاف الإماراتي - الإيراني حول الجزر الثلاث في الخليج والإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية فرنسية على أرضها.

وحفل العام المنصرم بزيارات رسمية لرؤساء دول كبرى للامارت، وشهد أيضاً أحداثاً مؤسفة، في مقدمتها وفاة الاخ غير الشقيق للرئيس الإماراتي في حادث سقوط طائرة وتصادم 200 سيارة في أكبر حادث مروري تشهده البلاد، ومقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي.

وفي المقابل شهد العام أحداثاً سعيدة يتصدرها افتتاح دبي لافخم منتجع بالعالم في حفل اسطوري وتعيين المرأة الاماراتية في مناصب وزارية جديدة واعتلائها منصة القضاء، واختيارها مأذونة لاول مرة.

بدأ العام بزيارة للرئيس الأمريكي جورج بوش في كانون ثان - يناير غلب عليها الطابع السياحي، إذ حرص على التجول بين معالم إمارتي أبو ظبي ودبي، الأمر الذي تسبب في اغلاق طرق المدينتين ودفع دبي لاعلان يوم الزيارة يوم عطلة رسمية.

وبعد 24 ساعة من مغادرة بوش وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أبو ظبي. وشهدت الزيارة الاتفاق على تعاون نووي للاغراض السلمية بين البلدين وتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات مختلفة. وعلى الصعيد السياسي أيضاً، قررت الامارات (إلغاء كل الديون المستحقة على العراق التي تقدر بأربعة مليارات دولار).

وأعلنت أبو ظبي أيضاً إعادة فتح سفارتها في بغداد. وسياسياً أيضاً، نددت الإمارات بقرار إيران افتتاح مكتبين إداريين في جزيرة أبو موسى وهي إحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها بين البلدين في الخليج.

واستدعت الخارجية الاماراتية القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أبو ظبي وسلمته مذكرة احتجاج على إنشاء المكتبين، واعربت عن اسفها للقرار معتبرة اياه (انتهاكاً لا يساعد على ترقية العلاقات الثنائية بين الدولتين). وخلال العام المنقضي أعلن الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الامارات ان بلاده (تجري مشاورات واسعة لوضع برنامج نووي سلمي وتنفيذه. وعلى الجانب العسكري، أعلنت الإمارات في العام نفسه أنها تبحث جدياً الاستعاضة عن أسطول طائراتها المقاتلة) الميراج 2000م بالمقاتلة (رافال) الفرنسية المتطورة جدا ابتداء من عام 2013. وداخليا، اعلنت الامارات في شهر حزيران - يونيو الحداد في الوزارات والدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أيام لرحيل الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق لرئيس البلاد في حادث سقوط طائرة عمودية فوق مياه الخليج.

ومن أبرز الحوادث التي شغلت الراي العام الاماراتي والعربي حادث مقتل اللبنانية سوزان تميم في شقتها في حي المارينا الراقي بدبي. وشهدت الامارات اكبر حادث مروري في تاريخها، إذ تسبب الضباب على طريق أبو ظبي - دبي في تصادم ما يقرب من 200 سيارة واحتراق 40 سيارة منها احتراقاً كاملاً، واسفر عن مقتل ثلاثة واصابة 284 من جنسيات مختلفة.

وكان العام 2008 عاما سعيدا للمرأة الاماراتية، فقد تم إجراء تعديل وزاري تم بموجبه تعيين وزيرتين جديدتين مع احتفاظ وزيرتين بمنصبيهما وجرى تعيين أول قاضية وأول مأذونة في دائرة القضاء في أبو ظبي.