قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه كان وفياً مع زوجه خديجة رضي الله عنها بعد وقاتها وبعد زواجه من عائشة وحفصة وغيرهن من زوجاته، فكان يذكرها بالخير والتقدير على مسمع من زوجاته الأخريات - رضي الله عنهن - ومنهن عائشة التي كانت تغار أحياناً منها، حتى أنها قالت له ذات يوم: هل كانت إلاّ عجوزاً بدَّلك الله خيراً منها؟ فغضب صلى الله عليه وسلم وقال: (لا والله ما بدّلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء). وكان صلى الله عليه وسلم يصل صديقات خديجة، فإذا أتى بهدية قال: (اذهبوا بها إلى بيت فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة، إنها كانت تحب خديجة) .. فما أحوجنا إلى التصافي والوفاء في حياتنا وخصوصاً بين الزوجين وتذكُّر العيش في القديم والصبر على البأساء والضراء وهموم الحياة وقسوتها في البدايات، وكيف تكوّنت الأسرة، فعلى الزوجين أن يكونا مثلاً للوفاء وستر العيوب، وإظهار الجميل عند حدوث خلافات أو تنافر بينهما، وقدوتهم في ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف كان وفياً .. والله المستعان.