المشاعر المقدسة - أحمد سالم:
إن تقديم الرعاية الصحية المتميزة والمتقدمة يحقق بشكل مباشر الأهداف الوطنية السامية التي رسمها مؤسس هذا الكيان الوطني الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه. وفي هذا المجال أنشأ الحرس الوطني إدارة كاملة وأوكل إليها مهمة تقديم رعاية صحية متطورة في مستواها الأولي والعام والتخصصي. والشؤون الصحية بالحرس الوطني تواكب التطور الذي يشهده عالم الطب وتشهد آخر الإنجازات العلمية والتقنية في هذا المجال. ومن هذا المنطلق الشؤون الصحية بالحرس الوطني تساهم وبشكل فعال ورائد في خدمة ضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة كل عام ضمن قطاعات الدولة الأخرى المعنية. وخلال موسم حج هذا العام قامت الشؤون الصحية بتجهيز مواقعها بالمشاعر المقدسة مبكراً بكل الإمكانيات التي تؤمن تقديم رعاية طبية متميزة بشكل متكامل. وأوضح معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بأن توجيهات خادم الحرمين بتذليل كافة العقبات حتى يؤدي الحجاج مناسكهم بسهولة. وأشار معاليه إلى أنه تم تجهيز المستشفى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني بمنى، وهذا المستشفى كما هو معروف بني من مادة الفايبرجلاس المقاومة للحرائق والعازلة للحرارة والتي تتناسب مع الظروف المناخية للمشاعر المقدسة. ويضم مستشفى منى الميداني أربعين سريراً مجهزاً، إضافة إلى عدد من أسرة العناية الفائقة. والمستشفى مجهز بأحدث الأجهزة الطبية وكافة المستلزمات السريرية ويعمل على مدار أربع وعشرين ساعة، ويتكون من قسمين قسم لتنويم الرجال وقسم لتنويم النساء، كما يشتمل الموقع على العديد من العيادات التخصصية المختلفة والخدمات المساندة وعيادات الأسنان وعيادات النساء والولادة، بالإضافة إلى غرفة عمليات جراحية صغرى متكاملة، ومكاتب استقبال ومكاتب إدارية. كما تضم الخدمات المساندة للمستشفى مختبراً متكاملاً للتحاليل الطبية، وغرفة أشعة، وصيدلية لصرف الأدوية، وهناك سكن للعاملين.
إضافة إلى ما تقوم به إدارة العلاقات العامة والشؤون الإعلامية بالتنسيق لتقديم الخدمات الإرشادية طوال أيام الحج بالمواقع، كما سيتم توزيع حقيبة تحتوي على المطبوعات والإرشادات التوعوية وما يحتاجه الحاج.
وأشار الدكتور الربيعة أن الشؤون الصحية بالحرس الوطني وفرت مظلات واقية من الشمس داخل المستشفى لراحة المرضى من حجاج بيت الله الحرام، كذلك تم تأمين التكييف اللازم لجميع مرافق المستشفى، إضافة لمولدات احتياطية للطوارئ يمكن استخدامها وقت الحاجة.
ولما كان مجال الخدمة الطبية هو العامل المشترك بين الشؤون الصحية للحرس الوطني والقطاعات الصحية الأخرى بالمملكة لذا كان التنسيق بين الشؤون الصحية والقطاعات الحكومية من وزارة الصحة، ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية وغيرها وذلك لتقديم أفضل الخدمات الصحية المتميزة لضيوف الرحمن وعمل التنسيق اللازم فيما بينهم خاصة في برنامج الإخلاء الطبي بالمشاعر المقدسة التي تشارك فيه الشؤون الصحية بالحرس الوطني بعشر فرق مجهزة تجهيزاً متكاملاً لغرض الإخلاء الطبي وذلك للمشاركة أثناء حدوث أي طارئ -لا سمح الله- مع التنسيق المستمر لضمان تحقيق المطلوب والتأكد من جاهزية كل جهة لاستقبال أي حالة طارئة، كذلك التنسيق المستمر مع الدفاع المدني لنقل جميع الحالات المرضية التي تتطلب التدخل السريع لنقل المرضى بالطيران العمودي إلى مستشفى الملك خالد بجدة.
وهناك تنسيق يتم مع بعثات الحج الطبية بالمشاعر المقدسة وذلك من خلال زيارتهم إلى موقع مستشفى منى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني وعمل التنسيق اللازم من حيث توفير بعض الاحتياجات الضرورية من الأدوية والمستلزمات الطبية لهم علاوة على استقبال الحالات المحولة من قبلهم التي تحتاج إلى تنويم بمستشفى الطوارئ، وكذلك المرضى بالعيادات الخارجية بالمشاعر مع تقديم الاستشارات الطبية إذا لزم الأمر ولنقل صورة أفضل عن الحالة الصحية لضيوف الرحمن ولتحقيق تعاون بناء بين الشؤون الصحية ووزارة الصحة فقد تم الربط عن طريق خط رقمي سريع بين مركز المعلومات التابع لوزارة الصحة ومستشفى منى الميداني التابع للشؤون الصحية بالحرس الوطني وذلك بالتنسيق مع إدارة أنظمة المعلومات والمعلوماتية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة. وبموجب هذا التنسيق سوف يتم استخدام النظام الإحصائي الخاص بوزارة الصحة والذي يتم فيه إدخال المعلومات والبيانات الخاصة بالحالات المرضية والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمشاعر المقدسة، وبناءً على هذه المعلومات يتم إصدار تقارير خاصة وأدق عن الحالة الصحية للحجاج.