المشاعر - ياسر المعارك:
عشقته الأذن دون أن تراه العين وحرك مشاعر ملايين المسلمين بنبراته وصوته الشجي، اعتلى منبر الحرم المكي يطلق حنجرته ليؤذن للصلوات الخمس وينادي حي على الصلاة حي على الفلاح طوال 36 عاما، فيلبي النداء كل من سمع صداه في جبال ووديان مكة كبير مؤذني الحرم الشيخ علي بن محمد ملا ابن حارة مكة القديمة، نشأ في أسرة متدينة ورث الأذان بالحرم المكي أبا عن جد.. (الجزيرة) التقت الشيخ علي ملا لتكشف العديد من الجوانب الشخصية والمهنية لمن لا يعرف صاحب هذا الصوت الروحاني الذي لقب ب(بلال الحرم):
* الشيخ علي، لنبدأ من لقب بلال الحرم مَن أطلقه عليك؟
- كنت ادعى في العديد من الفعاليات الدينية خصوصا افتتاح المساجد والجوامع التي بناها الملك فهد - رحمه الله - في مختلف أنحاء العالم، وفي إحدى المرات استمع أحد الصحفيين الغربيين لأدائي الأذان فنشر عنوان صحفي حمل لقب (بلال الحرم)، وللأسف لا يحضرني اسم الصحيفة وهذا اللقب يشرفني كثيرا كون بلال - رضي الله عنه - مؤذن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
* طالما ذكرت مشاركات عالمية فما هي البلدان التي أذنت فيها؟
- هي بلدان كثيرة لا أستطيع تذكرها جميعا لكبر السن ومن هذه الدول أمريكا وإسبانيا وفنزويلا وماليزيا وإندونيسيا وتركيا وكانت مشاركاتي تقتصر على الأذان خلال افتتاح المساجد والجوامع خصوصا التي بناها الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
* الوصول لأداء مناسب في أي أمر يحتاج إلى مجهود وتدريب فهل الأذان بنفس أسلوبك يحتاج إلى تدريب؟
- هذا مهم وضروري فمنذ الصغر وانأ أتعلم المقامات وحفظ وتلاوة وتجويد القرآن ومع التدريب، يتحسن الأداء حتى تصل لمستوى جيد.
* كيف كانت بدايتك كمؤذن للحرم المكي؟
- طبعا أسرتي لها دور حيث توارثنا الأذان في الحرم المكي أبا عن جد، فجدي وولدي وعمي كانوا مؤذنين في الحرم، حتى من جانب والدتي حيث كان جدي الشيخ عبد الله خوج وأبناؤه مؤذنين للحرم، وبذلك ورثتها من الطرفين الأخوال والأعمام وكنت أقوم بالأذان من فوق منارة باب الزيادة حينها لم يكن هناك مكبرات صوت، وقتها كان عمري 14 سنة وفي عام 1395هـ عينت رسمياً مؤذناً للحرم المكي بأمر من العلامة الفقيه الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله، الذي كان رئيساً للإشراف الديني للمسجد الحرام بتزكية من علماء المسجد الحرام.
* حدثنا عن مسيرتك العلمية؟
- في البداية التحقت بحلقات التعليم بين أروقة بيت الله الحرام لدى الشيخ عاشور بالكتابة على الألواح واستخدام الحجر الصيني وغسل اللوح بالإقط، ثم انتقلت لتعلم الخط داخل المنازل بجوار الحرم التي تعرف بكتاتيب الحلواني ثم انتقلت إلى مدرسة الرحمانية بالمسعى حيث طورت مهاراتي في قراءة القرآن والحساب والأناشيد، بعد ذلك انتقلت إلى مدرسة الرحمانية المتوسطة الواقعة بسوق المعلا بمكة ثم مدرسة الثغر النموذجية الثانوية التي كانت تعرف بمدرسة (الأمراء)، بعد ذلك انتقلت للرياض ملتحقا بمعهد التربية الفنية وعدت مدرسا للتربة الفنية بمكة بمدرسة عبد الله بن الزبير بحي المعابدة ثم التحقت بجامعة أم القرى وحصلت على درجة البكالوريوس تخصص فنون إسلامية وحاولت إكمال الماجستير وتوقفت بعد السنة الأولى لظروف خاصة.
* ذكرت انك مدرس علوم فنية والآن أنت (بلال الحرم) كيف ستستثمر فنك في خدمة الدين؟
- الموهبة فن كلما صقلتها كلما زاد تميزك فيها فالرسم فن والقراءة فن وترتيل القرآن احد تلك الفنون كونها تحتاج الى حنجرة موسيقيةوإتقان المقامات بشكل جيد، ومن خلال الرسم يستطيع الفنان إيصال عدة رسائل لمختلف شرائح العالم عن الدين الإسلامي السمح وعلى سبيل المثال رسم لوحة بها آيات قرآنية بالخط الكوفي أو بفنون الزخرفة الإسلامية، وقد شاركت في عدد من الفعاليات الفنية بلوحات اختصت بالفن الإسلامي البحت.
* شيخ علي لماذا يوجد اختلاف في مقامات الأذان بين المؤذنين؟
- هذا سؤال يتردد كثيرا والحقيقة الأذان ولغته واحدة وكلماته محددة كالقرآن، إنما الاختلاف يكون في اللهجة والحنجرة واللغة فقط ولذلك مقام الأذان يختلف في مصر وتركيا والحجاز على الرغم من أن الأذان واحد وباللغة العربية فقط، وغير صحيح أن نقول هناك أنواع للآذان بل حتى التقليد إما يكون اقل مستوى أو أفضل من الحقيقة.
* حقوق ملكية لصوتك وأدائك الآذان سلبت منك وانتشرت في العديد من مواقع النت وغيرها! ما تعليقك؟
- هذا صحيح وهناك إعلانات تلفزيونية ظهر فيها صوتي إيحاء بأن المنتج الذي يروجون له مرتبط بجانب ديني وروحاني، كذلك هناك ساعات تقوم بتوقيت الآذان تباع بشكل منتشر في الأسواق، كذلك مقاطع صوتية منتشرة في مواقع الإنترنت جميعها لم تأخذ موافقتي أو تستأذني، ولكن طالما أدائي للأذان قد يعود بالفائدة للعامة فأنا احتسب الأجر.
* والآن هل ثمة عروض للتعاون التجاري؟
- نعم قبل أيام من موسم الحج تلقيت طلبا من شركة لإبرام عقد والآن العرض قيد الدراسة من مختلف جوانبه.