Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/12/2008 G Issue 13228
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1429   العدد  13228
المنشود
مشروع العرائس المستعملة!!
رقية سليمان الهويريني

على إثر تداعيات مقالة المنشود الإنسانية (أريد عروثة) التي أثارت تفاعلاً في الرأي العام، وألهبت شجونا في النفوس السوية الرقيقة، ونقلتها عدة مواقع عن جريدة الجزيرة وصلتني رسائل عديدة تؤيد الفكرة المطروحة وهي شراء عرائس لأبناء الفقراء وعدم الاكتفاء بتوفير المسكن والمأكل والكساء برغم أهميتها للمحتاجين، بيد أن هناك أموراً ربما لا تقل عنها أهمية، لاسيما في مرحلة الطفولة، حيث إن الألعاب بلا شك تساهم في الاستقرار النفسي كما يساعد الطعام والكساء على الاستقرار الصحي. والجميل أن عدداً كبيراً من القراء تفاعلوا مع الفكرة وأضافوا لها أفكاراً ذات أبعاد إنسانية بالغة الشفافية!!

ولعلي أطرح الفكرة الرائدة التي ضمنها الدكتور محمد عبدالعزيز الشريم المهتم بالشؤون الإعلامية والإنسانية رسالته للمنشود وهي حث الناس والجمعيات الخيرية على حد سواء بالاهتمام بمشروع ضخم ومتكامل لجمع اللعب المستخدمة ليتم توزيعها على الفقراء إما بحالتها إن كانت مناسبة، أو بإصلاحها أسوة بالأثاث المستعمل الذي يتصدق به أصحابه.

وهنا يرتقي مفهوم الصدقة ويصبح أكثر نضجا مما هو معروف، كمشروع الحقائب المدرسية لإعانة أبناء الفقراء على التعليم، وكذلك برامج الأسر المنتجة من خلال تدريبها وتأهيلها بدلا من تقديم الإعانة لها.

وكما يلحظ الجميع أن اللعب القديمة في بيوتنا أصبحت مشكلة، بل تشكل عبئا ثقيلا حين يملها أطفالنا وهي بحالة جيدة ليست تالفة لترمى ونتخلص منها بينما يرغب أبناؤنا الجديد والغريب دوما! واستحداث فكرة الاستفادة يريحنا من الحرج المتمثل برميها أو عبء الاحتفاظ بها ويفتح مخارج جميلة وإيجابية كالتصدق بها وإدخال السرور على أطفال الفقراء، فلا تكون حينئذ الحاجة قائمة لتخزينها بكميات كبيرة، ويصبح من المنطقي توفير الجديد لأطفال المقتدرين والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال. وإن كانت سترفع مستوى الاستهلاك لدى الأسرة إلا أنها ليست الدمى والألعاب وحدها التي ستزيد من الاستهلاك! ولكن لا بأس في ذلك مادام الأطفال الفقراء سيجدون لعبا كافية ومناسبة مع التحفظ على هذه التسمية حيث كل الأطفال أغنياء ببراءتهم وصدقهم وابتساماتهم.

وإن كنت أتمنى أن أجمع كل الدمى والعرائس والمراجيح والألعاب الناطقة والصامتة وأوزعها على أطفال غزة الذين مرَّ عليهم عيدان في هذه السنة دون أن يلعبوا ويمرحوا ويرتدوا الملابس الزاهية مثلهم مثل أي أطفال في العالم يرفلون بالأمن والاستقرار والرفاهية والرخاء. حتى تحول الأطفال هناك إلى أطفال فقراء فعلا من كل شيء حتى ابتسامتهم التي أصبحت جامدة بل باهتة!

فمن خطف ابتسامة هؤلاء الأطفال وأحالها إلى اكفهرار وشحوب وعبوس؟!

وأي صمت مطبق يلف العالم وهو يرى اللوعة والغصة تغتال براءة أطفال غزة؟!

ألم يقل أحد: دعوهم.. لا تمسوهم بسوء! فيمسكم الله بغضبه! ويعاملكم بعدله! ويأخذكم بذنب هؤلاء الصغار!

دعوا أطفال غزة يمارسون لهوهم ولعبهم وشقاوتهم حتى بدون دمى أو عرائس جديدة أو مستعملة!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342












لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد