Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/12/2008 G Issue 13228
الثلاثاء 18 ذو الحجة 1429   العدد  13228
الخطوط السعودية ومطار الطائف
فضل بن سعد البوعينين (*)

تراجيديا رحلتي السعودية رقم 6260 و6262 المتوجهتين من مطار الطائف إلى الدمام كشفتا عن كثير من القصور الإداري، التنظيمي، والتشغيلي للخطوط السعودية، ومطار الطائف.

الخطوط السعودية لم تلتزم بمواعيد رحلات الحج الخاصة ما تسبب في معاناة الحجاج، وإرباك حركة المطار، في الوقت الذي عجز فيه مسؤولو المطار عن مواجهة المشكلات الناجمة عن تأخر الحجاج، وردود أفعالهم المبررة والتعامل معهم بكفاءة خاصة فيما يتعلق بالحالات المرضية التي نتجت عن تكدس الحجاج وعمليات تصعيدهم وإنزالهم من الطائرات المعطلة.

الفوضى التي عمت صالة المغادرة، وتجاوزات بعض المسافرين الناجمة عن حالة الإحباط كادت أن تتطور إلى مالا يحمد عقباه لولا عناية الله سبحانه وتعالى.

جريدة (اليوم) نقلت خبر افتراش الحجاج مطار الطائف، وبعض ما جرى تلك الليلة، وهي وقائع أجزم بأنها لا تُرضي أحداً من المسئولين في القيادات العليا. أشرت في مقالة سابقة إلى أن الخطوط السعودية لا يمكنها استيعاب حجاج الداخل لضخامة عددهم من جهة، ولتقارب مواعيد سفرهم من جهة أخرى، بحيث تتوالى رحلات المغادرة في يومين تقريباً.

كنت أشرت إلى أن فتح المجال لشركات الطيران الخاصة، أو تعهد الخطوط السعودية باستئجار عدد كاف من الطائرات سيساعد في حل المشكلة من جذورها. الطلب على طائرات السعودية معروف سلفاً في موسمي الحج وعمرة رمضان ما يجعل أمر التنسيق متاحاً لمتخذي القرار.

توفير العدد الكافي من الطائرات لا يعفي الخطوط السعودية من توفير طائرات احتياطية تكون بديلة عن الطائرات غير القادرة على الإقلاع لأسباب فنية. مشكلة مطار الطائف حدثت بسبب تعطل طائرة واحدة ما أدى إلى تعثر مواعيد إقلاع جميع رحلات ذلك اليوم. مطار الطائف يمثل إحدى بوابات الحج والعمرة الرئيسة، الأمر الذي جعله محل اهتمام القيادة السعودية التي سعت لتنفيذ مشروع المطار الجديد ليكون رديفاً لمطار الملك عبدالعزيز الدولي لاستقبال الحجاج القادمين عن طريق الجو.

الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، اعتمد التصاميم الجديدة لمشروع المطار وهي خطوة مهمة في طريق البدء في تنفيذ المشروع.

تنفيذ مشروع المطار الجديد يحتاج إلى سنوات في وقتٍ يعجز فيه مبنى المطار الحالي عن استيعاب 30 في المائة من حجم الحجاج والمعتمرين على وجه الخصوص.

المبنى الحالي يحتاج إلى صالات جديدة تتناسب مع الأعداد المتزايدة من الحجيج، ويحتاج إلى طاقم متكامل لتشغيله على الوجه الأكمل في شهري رمضان وذي الحجة. أعتقد أن الصالات المقترحة ربما لا تتجاوز تكلفة إنشائها 30 مليون ريال، ويمكن بناؤها في ستة أشهر بالهياكل الحديدية والواجهات الزجاجية التي ستكسب المطار شكلاً جمالياً يعكس التطور الذي تشهده المملكة. توسعة المطار لن تتعارض مع مشروع المطار الجديد على أساس أن التكلفة ربما تكون مقبولة ومتوافقة مع سنوات الاستخدام المتوقعة.

جدوى التوسعة ربما تكون مغرية في الوقت الحالي، خاصة وأنها في متناول اليد، وستختصر الزمن وستحل الكثير من مشاكل المطار الحالي في أشهر معدودات.

تراجيديا رحلتي السعودية رقم 6260 و6262 ربما تخط البداية السعيدة لمشروع بناء صالات مطار الطائف الإقليمي، ولمعالجة أخطاء الخطوط السعودية التي يعاني منها الحجاج والمعتمرون على وجه الخصوص.







f.albuainain@hotmail.com *

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد