بداية اسمحوا لي بأن أقول تعظيم سلام للكوماندوز الهندي الذي أنقذ إحدى السفن الهندية في عرض البحر من أيدي القراصنة الجدد الذين يسرحون ويمرحون في بحر العرب بلا حسيب ولا رقيب ولا تأديب ولأن هؤلاء القراصنة خارجون عن القوانين الدولية وعتاة عصاة على المجتمع الدولي فليس لأعمالهم الدنيئة إلا مثل هذه العملية الهندية الرائعة لأنه كما يقول المثل الشعبي (ما دون الحلق إلا اليدين) وكذلك نحن هنا يجب أن تكون أيدينا دون حلقنا وتدافع عن لقمة ذلك الحلق بنفس الأسلوب الرادع القامع الذي اتخذه الكوماندوز الهندي البطل، ونحن إذ نقول ذلك فلأننا نعرف قدرات الكوماندوز السعودي جيداً منذ أيام (موضة) خطف الطائرات التي اجتاحت العالم في السبعينيات الميلادية وحتى أواخر الثمانينيات ولعلنا نذكر أن الكوماندوز السعودي البطل أو القوات الخاصة من حرس الطائرات قد قامت بأول اشتباك حقيقي مع خاطفي طائرة سعودية في الجو وتمكن أولئك الأبطال من السيطرة على الوضع، ومنذ تلك الحادثة النادرة لم يستطع أحد أن يجرؤ على محاولة خطف طائرة سعودية، كما أننا نذكر بالتقدير الكبير لرجالنا الأبطال اقتحامهم الفذ للطائرة الروسية التي اختطفت وهبطت في أحد مطاراتنا المدنية إذ تمكن رجال القوات الخاصة باقتدار أن يدخلوا إلى الطائرة ويسيطروا على الخاطفين دون أن يتضرر راكب واحد.
أي بمعنى آخر أن لدينا رجالا مدربين على معالجة هكذا أوضاع حساسة ودقيقة وخطرة أيضاً، لذا وبما أن قد تبين لنا أنه ليست هناك شرطة بحرية لحماية السفن التجارية ولا كذلك يقوم الأسطول الخامس الأمريكي الذي يجوب المنطقة بمثل هذه المهمة، لذا فأن الضرورة تقتضي أن يصاحب السفن السعودية رجال أمن لحمايتها من القراصنة حتى تصل إلى بر الأمان وذلك لأن مقاومة قطاع الطرق البحرية أهون كثيراً من مقاومة خاطفي الجو كما أن مثل هذا العمل الوقائي يعطينا الهيبة والقوة أمام العالم فلم لا؟!