في اليوم التالي لخسارة النصر لكأس الخليج، تم عقد اجتماع في منزل رئيس المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف الأمير منصور بن سعود، لتصحيح مسار النادي واتخاذ قرارات وقتية وأيضاً مستقبلية، كان من أبرزها المصادقة على تولي الأمير فيصل بن تركي بن ناصر منصب الرئاسة في الصيف القادم وهو قرار (مفصلي) ومهم في تاريخ النصر، في حالة تنفيذه رغم الشكوك التي تراودني بأن لا يفرط الرئيس بمنصبه لثقتي التامة بحرصه على الاستمرار لدواعي تاريخية لا تغيب عن فطنة المتابع الرياضي، ومن يريد أن يفهم ماذا أعني فليعد للحلقة الأخيرة من برنامج خط الستة الذي تبثه قناة أبو ظبي وحينها لن يستطيع (حصر) عبارة نادينا التي رددها أحد الإداريين على مسامع المشاهدين والحاضرين في الأستوديو ليعرف أنه يريد تحويله إلى أملاك خاصة وليس نادياً لكل عشاقه ومحبيه الحريصين على تطوره وعودته لسابق عهده الذي عرف به..!!

** إن الجماهير النصراوية الصابرة بدأت تعد الأيام والليالي، ولن أكون مبالغاً، إذ قلت أنها تعد الساعات والدقائق والثواني، منتظرة اليوم الذي يتم تنصيب الأمير فيصل بن تركي على كرسي الرئاسة، لكن على سموه أن يدرك أن وصوله للمنصب الكبير سيخلق له الكثير من الأعداء، بل سيتحول خصوم اليوم إلى أصدقاء في المستقبل يجتمعون في قارب واحد، لتوحيد لغتهم الإعلامية، التي هاجمت كل من يحاول إحداث التغير من أجل أن يقدم النصر رسالته الشبابية والرياضية في أحسن صورها، فالنصر يعيش فقيراً معدماً وبدون بطولات يفرح بها عشاقه أفضل من أن يعيش غنياً، بطلاً بدونهم، والأدلة والشواهد في هذا الجانب عديدة ولا تحتاج للتذكير!!

** إن تحقيق الحلم الرئاسي النصراوي بجلوس الأمير فيصل بن تركي، لم يعد بعيداً لكنني أوجه رسالتي الخاصة والمخلصة لأبي تركي بأن يحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن لا يتورط بإحضار إداريين يبحثون عن مصالحهم الخاصة فيكونون عبئاً عليه، فقد أكدت الفترة العصيبة في تاريخ الفارس أن الأمير الوليد بن بدر من الشخصيات النصراوية المخلصة التي تؤدي عملها بأمانة وتقدم رسالة إعلامية حضارية مبنية على المصداقية والشفافية الواضحة محترمة كل الأطراف التي تتعامل معها، فمنذ دخول أبي بدر مقر النادي انتظم العمل فغابت الفوضى والارتجالية والعشوائية والاتكالية، ونال الجميع حقوقهم، فاختفت الشكاوي ضد النصر في لجنة الاحتراف المحلية والدولية، ومن هنا فإن وجوده في الإدارة القادمة مع الأمير فيصل بن تركي أمراً فردياً، بالإضافة إلى فهد العجلان، عامر السلهام، علي حمدان، مع البحث عن أسماء أخرى قادرة على خدمة النصر في المرحلة المقبلة، فهل يتحقق الحلم ويخرج النصر من الدائرة التي ترفض التفريط به.. الأيام القادمة ستكشف الإجابة فقد قال الشاعر العربي قديماً:

الرشيد والبطي.. بين الهلال والنصر

** في عالم السياسة قررت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغرت تاتشر الاستقالة من حزب المحافظين حفاظاً على وحدته من التفكك لكي يبقى قوياً أمام الحزب المنافس حزب العمال وفي عالم الرياضة قرر البرازيلي جواو هافلانج الرحيل من منصبه في الفيفا لسكرتيره جوزيف بلاتر لضمان استمرار الاتحاد الدولي ممسكاً بزمام الأمور أمام التحديات التي تواجه أقوى منظمة رياضية في العالم وفي الاقتصاد قرر أكثر من رئيس مجلس إدارة لأكبر البنوك في العالم التنحي عن مناصبهم لعجزهم عن مواجهة الأزمة المالية العنيفة التي بدأت آثارها تخنق كل الاقتصاد في جميع الدول وفي الهلال قرر رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد الاستغناء عن عادل البطي في إدارة الكرة بعد أن لاحظ تضارب العمل بينه وسامي الجابر، فتحسنت النتائج بعد أن غابت الازدواجية وحضر النظام والدقة.

*** إن تغليب المصالح العليا على المصالح الشخصية الطريق الوحيد لتصحيح الأخطاء لكن هذا الشعار الموجود في كل الشرائح التي ذكرتها غائبة تماماً في النصر، فجعلته يتعرض لثلاث هزائم متتالية من فريق يصنف من فرق الوسط، فمثلاً طلال الرشيد والأمير فيصل بن عبدالرحمن، وعبدالعزيز الدغيثر وجودهم في النادي، أحد أسباب المشكلة الإدارية ورحيلهم عن مناصبهم (ربما) يسهم في إعادة الهدوء للنصر، فلماذا لا يبادرون بطلب الرحيل إذا كان مثل هذا القرار يصب في مصلحة ناديهم الذي يعاني من ضوضاء إعلامية عالية أفقدته التركيز وجعلته يتخذ عدة قرارات خاطئة أبرزها إلغاء عقد رادان وتكليف البرازيلي أديقار بربرا، لتتضرر قاعدة النصر منه فقد عطل العمل مواهب النادي القادمة ومثل هذه القرارات تصدر عادة من إدارة (مرتبكة) تلجأ إليه لامتصاص غضب الجماهير لحظة الإخفاق حتى لو كان على حساب مستقبل الفريق، وقد سبق للإدارة أن قامت به قبل عامين عندما سحبت الأرجنتيني خورخي هايبكر من درجتي الشباب والناشئين وكلفته بتدريب الفريق الأول فكادت كل فرق النادي تتعرض للهبوط لكن الله سلم!!

** أنا لن أطالب الإدارة الحالية بالاستقالة بل أطرح على الثلاثي الأمير فيصل بن عبدالرحمن - طلال الرشيد - عبدالعزيز. (فكرة) الانسحاب من مناصبهم مع تكليف الأمير الوليد بن بدر برئاسة النصر حتى نهاية الموسم مع إلغاء اللجنة الرباعية واستبدالها بلجنة فنية تضم يوسف خميس، علي كميخ، صالح المطلق، خالد القروني، بندر الجعيثن، لاختيار اللاعبين الأجانب والمحليين والجهاز الفني للفترة المقبلة على أن يتولى الأمير فيصل بن تركي مسؤولية الإشراف على الفريق لحين تنصيبه رئيساً وهو القرار الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير.. مثل هذه القرارات المهمة والحاسمة ستعيد تنظيم البيت النصراوي من الداخل أما غيرها، فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه فيتواصل للجماهير النصراوية الحسرة والندامة ولأعضاء الشرف والشركة الراعية ضياع مزيداً من الملايين!!

يا قلبك الخواف يا الشمراني

** تابعت مداخلة رئيس النصر مع برنامج خط الستة والذي كان معظمه موجهاً ضد الزميل أحمد الشمراني ومنه أن الأهلي في العام الماضي تعرض للهزيمة بنصف درزن من الشباب فقرر لاعبوه التساقط داخل الملعب لضمان عدم إكمال اللقاء، وبعد أن فشلوا صدر قرار الحكم الدولي عبدالرحمن العمري بوقفها من دون أن يتم تطبيق عقوبة إنزاله للدرجة الأدنى مثل ما تنص عليه القرارات الصادرة في هذا الجانب ليظهر الأهلي في دوري المحترفين المحلي مرة أخرى رغم عدم قانونية ذلك. رئيس النصر قال للصحفي الشمراني إن الأهلي وإدارته لم تتعرض للانتقاد ولم يطالبها بالاستقالة مثل ما يفعل مع إدارة النصر وللحقيقة والتاريخ أن الهزيمة تسببت في رحيل إدارة أحمد المرزوقي والجهاز الفني بقيادة يوسف عنبر وتم الاستغناء عن عدد من اللاعبين أبرزهم حسين عبدالغني، وليد الجيزاني، علي العبدلي وكذلك العناصر الأجنبية فلماذا لم يقل الشمراني كل هذه الأحداث على الأقل من باب الدفاع عن النفس.. أم أن قلبه الخواف أجبره على التزام الصمت، والصمت في مثل هذه المواقف ليس حكيماً أبداً يا أبا محمد..!! فالنصر ناد (عام) والمجال مفتوح للإشادة به وانتقاده لكافة الإعلاميين محليين وأجانب!!

محطات ساخنة

- الحزم الفريق (العاصمي) الذي انطلق من دوري المناطق إلى الأضواء ثم الدفاع عن رياضة الوطن في بطولة السوبر العربي يستحق كل التقدير والاحترام، فمن ينصفه ويساند رئيسه الخلوق علي العابد وإدارته الواثقة من جحود الأقرباء.

** فرطت إدارة الوطني بالمدرب عبود الخضري.. وبالمحترف ياسين بن هيمة وفشلت في علاج مشكلة الحارس المميز سلطان البلوي فاقترب الرحيل من دوري الأضواء.

** تصريحات وقرارات رئيس أبها عبدالوهاب بن مجثل ستقود ناديه للهاوية وآخرها حرمان مازن الفرج من خوض المباراة الماضية قبل بدايتها بدقائق معدودة..!!

** رحيل أحمد الموسى وعيسى المحياني المتوقع عن الوحدة سيكون بمثابة البداية لعودة الفرسان لحالة عدم الاستقرار التي عانا منها الفريق في فترات ماضية!

** إذا نجحت إدارة الشباب في إحضار مدافع يملك مواصفات اللاعب القائد فإن الفريق الأبيض مرشح لإحراز أكثر من لقب.

** لم أفهم لماذا أبعد المدرب جابريل كالديرون المهاجم الاتحادي هشام أبو شروان عن منطقة الجزاء وحوله إلى لاعب وسط رغم أنه أحرز خمسة أهداف لحظة إشراكه في مركزه المفضل في بداية الموسم الرياضي.

** هل أثبت حسن الراهب أنه مهاجم هداف في مباراة الأمس أمام الشباب أم عاد لحالة الفشل التي عرف بها في دوري الدرجة الأولى.

** الاتفاق فريق جيد لكنه لن يستطيع مواصلة مسيرته في دوري أبطال آسيا لقلة موارده المادية لكن هل يستطيع محمد النويصر والدكتور حافظ المدلج الإجابة على السؤال كيف يسمح لفريق غير قادر على تسديد فاتورة (الكهرباء) بالمشاركة ببطولة يصرف عليها ملايين وهل أخذ مثل هذا الموقف (المخجل) بعين الاعتبار أم تم غض الطرف عنه..!!

** آخر الكلام:

آية كريمة

{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.