حاولت الإدارة النصراوية بشتى الوسائل أن تخفي عن جماهير ناديها وعن الإعلام هروب اللاعب البنيني رزاق وسفره الخفي إلى نيجيريا. ولكنها لم تفلح. فوسائل الإعلام كشفت ومنذ اليوم الأول لاختفاء اللاعب أن سافر خارج المملكة، وهناك من أكد أنه قد وصل إلى نيجيريا فعلا حيث تقيم عائلته.
وقد جاءت حالة الكر والفر بين وسائل الإعلام وإدارة النصر لإثبات ونفي سفر رزاق إلى خارج المملكة كنموذج حي وواقعي لطبيعة العلاقة التي تربط الإعلام ببعض الأندية. فالإعلام المهني يبحث عن المعلومة الصحيحة بكل وسائله ومصادره ليقدمها للقارئ، في حين بعض الأندية تسعى جاهدة لحجب المعلومات، ولكن قوة الإعلام تكسب غالبا أمام حاجبي الحقائق والمعلومات. وذلك ما حدث في قصة هروب رزاق. حيث حاولت الإدارة النصراوية أن تتكتم على الموضوع وتحاصره، وعندما عجزت عن ذلك قامت بتقديم معلومات مضللة عن طريق تصريحات لمسؤولين أو برسائل جوال النادي مثل أنه في جدة، وأنه ذهب لمقابلة والده الذي يؤدي مناسك الحج وغير ذلك من المعلومات غير الصحيحة التي كانت تهدف إلى إحراج الإعلام وإظهاره بمظهر غير الصادق في تعاطيه مع هذا الموضوع. وأمام هذا الصراع الخفي ظهرت الحقيقة الدامغة من خلال نشر الوثيقة الرسمية التي تثبت سفر اللاعب وخروجه من المملكة. وهنا كان لابد للموقف النصراوي أن يتوقف عند هذا الحد فتم الاعتراف بسفر اللاعب إلى نيجيريا.
ويبقى السؤال الذي يبحث عن إجابة.. لماذا لم تكن الإدارة النصراوية صريحة وواضحة منذ البداية في مسألة هروب اللاعب وخروجه من المملكة؟ إن للنادي جماهيره ومحبيه الذين يتوقون لمعرفة أخباره وما يدور فيه من أحداث، ومن حق هذه الجماهير على الإعلام أن تقدم لهم الحقائق والمعلومات الصحيحة دون تشويه أو تزييف أو تحريف. وربما لو تعاملت الإدارة النصراوية مع الموضوع بكل شفافية وقدمت المعلومات الصحيحة في وقتها لما أخذ الموضوع تلك الأبعاد والضجة الإعلامية الكبيرة، مثلما تعاملت الإدارة الهلالية تماماً مع موضوع لاعبها رالديس حيث قدمت الإدارة الهلالية المعلومات عن تأخره في العودة في وقتها وبشكل صحيح مما جعل الموضوع يمر بهدوء ودون ضجيج. وهذا يعكس ثقة الإدارة في عملها وإجراءاتها واحترامها للإعلام وحقه في الحصول على المعلومة الصحيحة وحق جماهير النادي في معرفة ما يدور داخل ناديهم.
هذا فقط نموذج.. وتبقى هناك الكثير من المعلومات والحقائق غائبة عن الجماهير ومغلق عليها بأوامر صارمة.. وتبقى الأسئلة حائرة وتدور باحثة عن إجابات ولكن بلا جدوى. فيؤدي ذلك إلى نشوء حالة من عدم الثقة في الإدارة والريبة حول أدوارها وأعمالها وتبدأ الجماهير رحلة البحث عمن يجيب على أسئلتها ويحل الألغاز التي تنبعث من حولها فلا تجد غير الصمت تارة أو التضليل تارة أخرى وهو ما يمهد لتكوين أرضية خصبة لزرع الشائعات وانتشارها.