واشنطن - رويترز
تتعالى الأصوات من شتى أنحاء العالم مدافعة عن الفلسطينيين، وداعية إلى وقف المجازر التي ترتكب بحقهم من قبل إسرائيل، لكن هذه الأصوات تندر في الكونجرس الأمريكي.
ويصدر المشرعون الأمريكيون في واشنطن بشكل روتيني، قرارات غير ملزمة تؤيد إسرائيل في أزمة الشرق الأوسط. وأيّد مجلس الشيوخ المعركة التي تخوضها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، ومن المتوقع أن يحذو مجلس النواب حذوه قريباً.
حتى المشرعون الذين يبدون تعاطفهم مع الفلسطينيين يترددون كثيراً في تصنيف أنفسهم على أنهم موالون للفلسطينيين، ويعربون في نفس الوقت عن تأييدهم القوي لأمن إسرائيل، ملتزمين بعقود من العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال نيك رحال وهو ديمقراطي أمريكي من أصل لبناني، صوّت ضد عدد من الإجراءات: (حين تقع مثل هذه الأحداث يسارع الكونجرس وركبه تهتز تقريباً إلى تبنّي رد فعل يؤيد ألف في المائة كل ما تفعله إسرائيل).
وقال لرويترز: (إسرائيل حليفتنا ... وكانت دوماً كذلك وأتفق مع هذا تماماً .. لكني لا أؤمن بأن أجعل هذا يعمينا عن مصالحنا أو يجعلنا نوافق وركبنا تهتز على كل ما تفعله إسرائيل .. لا نفعل هذا مع أي حليف آخر).
وظلت واشنطن أوثق حليف لإسرائيل منذ عام 1948 حين جعل الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان الولايات المتحدة أول دولة تعترف بالدولة اليهودية الجديدة.
وعبّر هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن عمق هذه العلاقة، حين قال أمس الأول الخميس (قرارنا يعكس إرادة دولة إسرائيل وإرادة الشعب الأمريكي).
ويقدم قرار مجلس الشيوخ لإسرائيل (التزاماً لا يتزعزع) واعترف بحقها (في الدفاع عن النفس والدفاع عن مواطنيها في مواجهة أعمال الإرهاب) ودعا إلى وقف لإطلاق النار يمنع حماس من إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وفي عام 2006 أدان مجلس النواب الأمريكي بموافقة 410 أعضاء ضد ثمانية فقط حماس وحزب الله (للهجمات المسلحة على إسرائيل غير المبررة التي تستحق الشجب)، وأيد الغزو الإسرائيلي للبنان.
وفي عام 2004 كان التصويت بأغلبية 407 أصوات ضد تسعة لتأييد بيان صادر عن بوش قال فيه انه من (غير الواقعي) أن ننتظر من إسرائيل أن تعود بشكل كامل إلى حدود ما قبل حرب عام 1967م.
وفي عام 2003 صوّت مجلس النواب الأمريكي بأغلبية 399 صوتاً ضد خمسة لتأييد رد إسرائيل القوي على الهجمات الفلسطينية والقول بأنها مبررة.
أما القلة القليلة من معارضي هذه القرارات فهم في الأغلب مشرعون أمريكيون من أصل عربي أو يمثلون مناطق يعيش فيها أمريكيون عرب أو نواب عرفوا بمواقفهم المتفردة مثل الديمقراطي دينيس كوسينتش من أوهايو أو الجمهوري رون بول من تكساس.
واتهم كوسينتش الذي سعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة العام الماضي الولايات المتحدة، بتجاهل الأزمة الإنسانية الراهنة في غزة، وفي الوقت نفسه تسهيل المهمة على إسرائيل، بمدها بأسلحة تقدر بمليارات الدولارات.