الرياض - خالد العيادة
لا تزال المشاتل، رغم انتشارها الواسع والقديم، خارج إطار التنظيم والعمل الرسمي؛ حيث تتخذ من الأراضي (الخالية) موقعاً لها، دون أي خدمات حتى الأساسية منها كالكهرباء والماء. ويضطر العاملون في المشاتل إلى استخدام أدوات بدائية لتشغيل مواقعهم عن طريق مولدات الكهرباء التي تعمل بالديزل أو البنزين؛ ما يؤثر على البيئة.
ويشير أحد العاملين إلى أن وضع المشاتل سيئ؛ حيث لا يتوافر الماء والكهرباء؛ ما يضطرهم إلى إحضار مولدات الكهرباء خلف مشاتلهم؛ ما يُفقد بضاعتهم الخضراء رونقها وشذاها.
الجزيرة قامت بجولة على مشاتل الرياض، أظهرت تراجع مبيعات المشاتل في مدينة الرياض بنحو 30% خلال النصف الثاني من العام 2008م. وأرجع متعاملون أسباب التراجع الذي طال مبيعاتهم، إلى ارتفاع الأسعار وكثرة المشاتل من جهة أخرى.
وبدأ أصحاب المشاتل بالشكوى من انخفاض المبيعات في ظل ارتفاع إيجارات المشاتل وتعقيداتها.
وفي جولة لـ(الجزيرة) كشف أحد الباعة في مشاتل الرياض الواقعة على طريق الإمام سعود بن محمد أن إيجار المشتل يصل إلى 84000 ريال سنويا وأنهم يعانون من عدم وصول الماء والكهرباء إلى مشاتلهم.
وقال البائع (وجيه) إن مبيعاتهم انخفضت بنسبة 30% عن مبيعاتهم قبل سنتين، وذكروا أن دخل المشتل في السابق يصل إلى 30000 ريال شهرياً أما الآن فتراجعت المبيعات بشكل واضح، معللاً ذلك لعدة أسباب منها غلاء الإيجار وكثرة المشاتل في الرياض وقل إقبال المشترين عليهم بسبب الغلاء والوضع الاقتصادي.
كما أشار إلى أن وضع المشاتل سيئ حيث لا يتوفر به الماء ولا الكهرباء.. مما اضطررهم إلى إحضار ماكينة كهرباء خلف مشاتلهم لتمدهم بالكهرباء ويدفعون كل يوم عشرين ريالا قيمة البنزين للماكينة؛ ما يحوّل شذا المشاتل إلى تلوث!
والتقت (الجزيرة) بأحد أصحاب محلات بيع النوافير والشلالات المجاور للمشاتل، وذكر البائع (أبومهيب) أنهم يحضرون هذه النوافير من سوريا بأنواعها المختلفة المصنعة من الجمر الطبيعي والرخام وفيبرجلاس.
وأشار أن النوافير تختلف أسعارها باختلاف أحجامها وأشكالها حيث يصل سعر أغلى نافورة إلى 15000 ريال وهي من الرخام الطبيعي وأرخص أنواع النوافير هي المصنعة من الفيبرجلاس ويتراوح سعرها من 600-1800 ريال.
وقال إن عليها إقبالاً كثيراً من غيرها لرخص ثمنها وخفة وزنها، وأوضح أن أكثر زبائنهم هم أصحاب القصور والاستراحات.. وبسؤاله عن إيراد المحل، أجاب أن إيراد المحل يتراوح من 15000-20000 ريال شهرياً. وأن أكثر مبيعاتهم في فصل الربيع والصيف، وقال إن إيراد المحل ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، معللاً ذلك بارتفاع إيجار المحل وأنهم يعانون من تأخر وصول بضاعتهم، كما أن تكاليف الشحن من سوريا إلى الرياض مكلفة على حد قوله حيث يصل سعر التريلة إلى 15000 ريال إضافة إلى الرسوم الجمركية والمصاريف الأخرى. وذكر أنهم يعانون من ارتفاع الإيجارات حيث إن إيجار محله بـ60000 ريال إضافة إلى أنه لا يوجد ماء ولا كهرباء في المحل وهذا ما يسبب لهم معاناة كثيرة ومصاريف إضافية يتكبدونها.